العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ

الأدب العربي في وسط المسرح في لندن

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

عندما أصبح الروائي المصري نجيب محفوظ في العام 1988 أول كاتب عربي، وحتى الآن الوحيد، الذي يحصل على جائزة نوبل في الآداب، كان الأمل أن يؤدي ذلك إلى اختراق كبير للأدب العربي في الغرب، بما في ذلك بريطانيا. إلا أن هذا الاختراق بقي متملصا لسنوات طويلة.

صحيح أن بعض الكتاب العرب حققوا بعض النجاح وتمت ترجمة مؤلفاتهم إلى الإنجليزية، ولكن لم يكن هناك ما يمكن مقارنته مع قصة حب القراء البريطانيين مع، على سبيل المثال، واقعية السحر الأميركي اللاتيني والأدب الروسي والأوروبي الشرقي وروايات كتاب من شبه القارة الهندية.

والآن بدأت صورة نشر الأدب العربي باللغة الإنجليزية تتغير بصورة درامية. وقد ظهر هذا جليا في معرض لندن للكتاب الذي استمر لمدة ثلاثة أيام من 14 إلى 16 إبريل/ نيسان هذه السنة واختار العالم العربي كتركيز لسوقه.

قام نحو مئة ناشر عربي ومؤسسة عربية بعرض كتبهم في المعرض. إضافة إلى ذلك قامت إدارة المعرض بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني بتنظيم برنامج حلقات دراسية شارك فيها أكثر من ستين من الكُتّاب والناشرين والعلماء العرب، جرت دعوة معظمهم من الخارج.

وضمّت المناسبات الأخرى «فطور مع بهاء طاهر» في مقهى الأدب الإنجليزي PEN. قامت الصحافية مايا جاغي أثناءه بمقابلة كاتب الرواية المصري المخضرم الذي أصبح حديثا أول فائز بالجائزة العالمية للقصص العربية عن كتابه «واحة الغروب».

تصل قيمة هذه الجائزة إلى 60.000 دولار للفائز، تمولها مؤسسة الإمارات في أبوظبي، وتم إطلاقها بالاشتراك مع مؤسسة جائزة Booker.

قامت إدارة معرض لندن للكتب والمجلس الثقافي البريطاني بإحضار الكتاب الستة الذين تم اختيارهم من القائمة الطويلة للترشيح للجائزة إلى المعرض. وتقوم إدارة الجائزة بتوفير قوة دفع جديدة للترجمة حيث تضمن الجائزة ترجمة الكتاب الفائز إلى اللغة الإنجليزية.

بالإضافة إلى إبراز الترجمة من العربية، قامت إدارة المعرض بعرض مشروعين طموحين جديدين في دولة الإمارات العربية المتحدة لترجمة أعمال إلى العربية. تهدف «كلمة»، وهي مبادرة لسلطة أبوظبي للثقافة والتراث إلى ترجمة مئة مجلد كل سنة كما يهدف برنامج «ترجم» الذي أطلقته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في دبي إلى ترجمة ألفٍ من الكتب الأكثر مبيعا إلى العربية خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وفي معرض لندن للكتاب، أثار وجود الروائي (وطبيب الأسنان) المصري علاء الأسواني الاهتمام الشديد. وقد تمتع الأسواني بنجاح كبير لم يسبق له مثيل في العالم العربي وما وراءه بعد نشر كتابه «عمارة يعقوبيان» وعرض الفيلم المبني على الرواية. وكان الأسواني هو «مؤلف اليوم» في اليوم الثاني للمعرض. ويتوقع بمزيد من الاهتمام نشر الترجمة الإنجليزية لرواية ثانية للأسواني في سبتمبر/ أيلول المقبل.

وقد درس الأسواني طب الأسنان بجامعة إيلينوي في شيكاغو، مثلما فعلت السعودية الشابة رجاء الصانع، وهي روائية عربية أخرى كانت روايتها من الأكثر مبيعا وحصلت على الكثير من الاهتمام في معرض لندن للكتاب. كانت روايتها الأولى «فتيات الرياض» قد نجحت نجاحا باهرا بالعربية وجرت ترجمتها إلى 23 لغة. وستقوم دار Penguin بنشر النسخة الإنجليزية ذات الغلاف الورقي في يونيو/ حزيران المقبل.

ويرنو الناشرون، عربا وأجانب، لإيجاد مؤلفين مثل الأسواني والصانع.

تشير محررة مجلة الأدب العربي الحديث «بانيبال» مارغريت أوبانك إلى أن «هناك الآن عددا متناميا من الناشرين البريطانيين الذين ينشرون تراجم لكتاب عرب، إضافة إلى دار نشر جديدة Arabic Books، قامت بتأسيسها بالتشارك مع داري نشر أركاديا وهوس للتركيز بشكل محدد على الروايات الأدبية من العالم العربي، مع اهتمام خاص بالقائمة الضخمة لدار نشر الجامعة الأميركية في القاهرة.

كان أحد أسباب نمو تراجم الأدب العربي هو إطلاق مجلة «بانيبال» قبل عشر سنوات.

قامت «بانيبال» بإنشاء فرع لنشر روايات مترجمة، وقامت بإنشاء جائزة سيف غباش - بانيبال لتراجم الأدب العربي. وكان آخر مشروعاتها إنشاء مكتبة مع المركز العربي البريطاني في لندن للأدب العربي الحديث.

من المؤشرات المثيرة للوجود المتنامي للأدب العربي عالميا هو أن أكبر جائزة أدبية دولية وأكثرها شمولية، وهي جائزة دبلن الأدبية العالمية IMPAC تضم ما لا يقل عن ثلاث روايات من مؤلفين عرب على قائمتها القصيرة التي أعلن عنها أخيرا وتضم ثماني روايات. الجائزة التي تبلغ قيمتها 100.000 يورو مفتوحة لروايات مكتوبة بالإنجليزية أو مترجمة إليها. من الكتب التي وردت على هذه القائمة القصيرة «لعبة دي نيرو» للكاتب الكندي اللبناني راوي الحاج، وقد كتبت بالإنجليزية. كما تمت ترجمة رواية «الهجوم» من الفرنسية للكاتبة ياسمينة خضرا، وهو الاسم الروائي للضابط العسكري الجزائري السابق محمد موليسهول، أما الكاتب الفلسطيني سيد كشوا المقيم في «إسرائيل» الذي أدرجت روايته «لِيأتِ الصباح» على القائمة القصيرة فيكتب بالعبرية. ويثبت كل ذلك مدى غنى وتنوع الأدب العربي المعاصر.

*كاتبة مستقلة، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2076 - الإثنين 12 مايو 2008م الموافق 06 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً