يفرط البحرينيون في القيم والمبادئ التي عاش عليها آباؤهم وأجدادهم سنينا طويلة في أمان وسلام ومحبة وصفاء.
طالما تساءلت: لماذا يستقبل هؤلاء الذين يبذرون الفتن بين الناس ويقوضون السلم الاجتماعي والأهلي العام هنا في البحرين؟ لا مرحبا بهم ولا سهلا وليعودوا إلى حيث أتوا، فالحديث في عقائد الناس وعباداتهم هو عمود الفتنة ومدخل كل شر يريد هؤلاء أن يغرسوه في بلادنا.
لا أتحدث عن محاضرين أو شيوخ أو وعاظ أو أساتذة أو دكاترة من طائفة من دون غيرها، بل أعني الجميع.
لماذا تستقبلون هؤلاء؟ هل المنتسب لهذا المذهب أو ذاك شاك في مذهبه أو دينه حتى تستعينوا بالخبرات الأجنبية لتقوية العقيدة والمذهب؟
عجبا من هؤلاء الذين يتحدثون عن البحرنة ويطالبون بالبحرنة وهم يستعينون بالأجانب في أخطر شيء، بل وأكثر شيء يشعل الفتن بين الناس؛ وهم محاضرون وشيوخ دين يزرعون الفتن بين أبناء الوطن الواحد في هذه البلاد الآمنة. وعجبا لمن يطالب بعدم نشر بيانات الفتنة التي تصدرها بعض الجهات، ولكنه يغض الطرف عن صدور بيانات أخرى ليست بأقل فتنة من البيانات التي يرفضها!
لا فائدة من استضافة هؤلاء على أي صعيد وطني، فهؤلاء الطائفيون يزرعون الفتن، ويغرسون بذور الشقاق ويخربون الأوطان.
هؤلاء القوم أخلصوا نياتهم لخدمة الشيطان من أجل حفنة وريقات من الدنانير، وصيت ذائع وسط جمهور من المغفلين.
هؤلاء الذين ينخرون كالسوس في جسد المجتمع البحريني يجب استبعادهم.
على مؤسسات الدولة ألا تسمح باستضافة هؤلاء المشايخ والوعاظ والمحاضرين، وأن تمنع استضافتهم، فالبحرين ليست بلد من لا بلد له. ونحن كبحرينيين بجميع طوائفنا ومذاهبنا عشنا هنا سنينا طويلة ولا نقبل أن يأتي من الخارج من يزرع بذور الفتنة بيننا، ويلعن ويشتم ويحقر ويسفه دين أحد من البحرينيين.
لا تجعلوا البحرين التي عرف عنها بأنها واحة أمن وأمان ومحبة وسلام، وأهلها الذين عرف عنهم بأنهم أهل الطيبة والضيافة والكرم والجود، لا تجعلوها موطنا ينعق فيه غربان الفتنة وخراب الأوطان.
«عطني إذنك»...
يستخدم المتدينون الأمور الغيبية للسيطرة على الناس وتسخير الأرض ومن عليها لخدمة مصالحهم. إلا أن حججهم تتهاوى أمام العلم وإثباتات المنطق. من هذه المحاولات قيام النواب باستلطاف وكسب ود ورضا الجن، وذلك من أجل حلحلة قضايا الانس ليس إلا! كما خرج علينا الرئيس الإيراني نجاد بتخريف جديد وهو يندرج ضمن الأمور الغيبية التي يحاول المتدينون السيطرة بها على الناس حينما صرح بأن «الإمام المهدي يدير العالم ونحن نرى يده المدبرة في شئون البلاد كافة». اللهم أحفظ لنا عقولنا.
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ