العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ

زواج لم يسعد السعيدي!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

«أعلنت بعض الجمعيات استعدادها الكامل لتزويج 400 عازب ودعوة 15 ألف مدعوٍّ ومنح كل عازب 1000 دينار بحريني، يا سبحان الله يدعون العوز والفقر ويصرفون الملايين في لمحة عين... يجب أن نقولها واضحة: من أين لكم تلك النقود الكثيرة؟ هل هي من تبرعات الفقراء أم من ماذا؟... أجيبكم إنها إيران التي تدَّعي بتبعية البحرين وتطلق عليها اسم محافظة إيرانية، نعم تدعم خلاياها النائمة والنشطة».

هذه هي باقة الورد التي أهداها النائب المخضرم «السلفي المستقل» جاسم السعيدي لـ440 عروسا وعريسة من أبناء وبنات البحرين اللذين نبتت عظامهم على هذه الأرض مع جذوع النخل، وأشجار اللوز، وغصون الورد المحمدي، وورق المشموم.

باقة لها رائحة تختلف عن رائحة الورود التي تفوح في الأعراس، ولها لون يختلف عن لون الأغصان التي تنحدر مع باقات التهاني، هو اختار لباقته أن تكون كذلك، وأن تتدلى من تحتها الأشواك بدلا من الأوراق، فالفرحة التي عمت قرى الغربية، وأدخلت السرور على الحجر قبل البشر، لم تفلح في رسم ابتسامة واحدة على وجه الشيخ السعيدي، وهو الضحاك الذي تملأ ابتساماته العريضة صور الصحف، فهي مشرعة للجميع يوزعها مجانا إلا هؤلاء العرسان فإنهم لا يستحقون ابتسامته وهو «الشيخ المستقل»!

يا سبحان الله! أتسأل من أين لكم تلك النقود؟! سنون مضت وأنت متربع على مقعدك البرلماني الرقابي ولم تنطق بهذه الجملة لتواجه بها متنفذا واحدا «حرسونا» لا «هامورا»، وبينهم من ملأ حسابه بأطنان النقود، وتدلت من بين جنبيه «الأنواط» كما تدلت من باقتك الأشواك، فما كنت تجيد كلمة «من أين» إلا في وجه عرسان لو عمل أحدهم ليلا نهاراَ مدى الحياة ما استطاع أن يجمع ثمن صفقة واحدة من صفقات الكبار الذين تخليت عن مراقبتهم أيها الشيخ!

لا أعرف كيف يمكن أن يفسر لنا علماء النفس هوس الولاء للخارج، ولـ»إيران» تحديدا أو ربما أعرف ولا أرغب في البوح، ولكن لهذه الاتهامات المتكررة بمناسبة ومن دون مناسبة، تفسيرات علمية يفطن لها حتى الصغار!

ولا حاجة لي في التدليل على عروبة وولاء وانتماء هؤلاء العرسان النابتة لحومهم من أسماك البحر، المتصلبة عظامهم من التهام التمر، ويحق للشيخ المستقل ألا يعرفهم أو أن ينسبهم لإيران أو حتى لطاجاكستان، فهو لا يعرفهم، يعرفهم شاعر المعلقات طرفة ابن العبد الذي تغنى بـ»المالكية»، ويعرفهم العلاء الحضرمي الذي ناول المنذر ابن ساوى التميمي رسالة رسول الله (ص) التي دعتهم إلى الإسلام فأجابوه قبل أن يقوم من مقامه، يعرفهم زيد ابن صوحان صاحب رسول الله (ص) الذي دفن بين بيوتاتهم، يعرفهم أقحاح العرب وعمداؤهم، ويجهلهم غيرهم، من العجم.

وأما الألف دينار التي حظي بها العرسان فلا حاجة للتدليل على أنها لم تكن يوما من «توامين إيران» فقد كفاني جلالة الملك عناء الرد على من لا يستحق، عندما أعلن القائمون على الزواج بأن الكلفة تكفل بها جلالته، إلا إذا كان للشيخ المستقل رأي غير هذا!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً