أثبتت دراسة حديثة موثقة بالإحصاءات أن الضرر الناتج من الزيادة في كمية الشحوم والتدخين أكبر من التعرض للإشعاع النووي.
العالم البريطاني جيم سميث من مركز الهايدرولوجيا وعلم التنبوء درس تأثير الأشعاعات المتسربة من محطة تشيرنوبيل على عمال الإنقاذ والقاطنين بجوار المحطة المنكوبة ووجد أن خطر الإصابة بأمراض سرطانية لا تتعدى 1 في المئة وهي مقاربة لخطر الوفاة بأسباب بيئية وصحية. وبرهنت الدراسة على أن عدد السنوات التي يفقدها الإنسان من عمره بسبب السمنة هي 1 - 4 سنوات، التدخين 10 سنوات، الإشعاع النووي 2.6 سنة.
الدراسة البريطانية تصب في محاولة تغيير الرأي العام الغربي بشأن قبول بناء محطات طاقة نووية جديدة. فهذه الدراسة برهنت علميا أن خطورة المحطات النووية أقل من خطورة البدانة والتدخين. لذلك فليس بالغريب أن يشجع المحررون الرئيسيون للصحافة البريطانية خطة رئيس وزراء بريطانيا غوردون براون لزيادة عدد محطات الطاقة النووية على رغم ممانعة النشطاء البيئيين في الحكومة وفي المنظمات التطوعية. لكن السبب الرئيسي لهذا التشجيع هو قضية مسئولية الدول المتقدمة عن خفض انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري وبالتالي تجد الطاقة النووية تأييدا غير متوقع من قبل المثقفين والمفكرين الغربيين.
المشهود أن زيادة الوزن والبدانة هو السبب الرئيسي للإصابة بأمراض القلب والسكري، بالإضافة إلى عدة أنواع من أمراض السرطان.
وبحسب دراسات قسم التغذية بوزارة الصحة في البحرين فإن 60 في المئة من فئة العمر 19 فما فوق يعانون من السمنة أو زيادة الوزن. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن النسبة المئوية للبدانة تصل إلى 35 في المئة للإناث و21 في المئة للذكور في البحرين العام 2005. وتتوقع المنظمة أن ترتفع النسبة للإناث إلى 40 في المئة، أما الذكور فالنسبة ستبقى ثابتة في العام 2015. لكن يبدو أن الدراسة لم تأخذ بالحسبان ارتفاع قيمة المواد الغذائية عالميا في الفترة الأخيرة وبالتالي توقع انخفاض الاستهلاك للمواد الكربوهيدراتية في المنطقة خصوصا الارز!
الأعباء المالية والصحية المترتبة على هذه الزيادة في كميات الشحوم تقع بطرق مباشرة أو غير مباشرة على كاهل الدولة والمجتمع، لكن تغيير نوعية ونمط الحياة خصوصا الاهتمام بنظام التغذية مسئولية تقع على عاتق الشخص ذاته، والمطلوب تحقيق مبدأ «لا إفراط ولا تفريط».
الصفحة الإلكترونية لجمعية مكافحة التدخين في البحرين تقدر عدد الوفيات الناتجة عن التدخين في دول مجلس التعاون الخليجي بـ 30.000 سنويا، بل من المؤسف أن 50 في المئة من طلاب المدارس من الفئة العمرية 14 - 18 عاما تستهلك التبغ.
الشيشة والسجائر شران للأجيال الشابة وأساس التهلكة في مراحل العمر المتقدمة، وزيادة السمنة هي عبارة عن عملية قتل بطيئة للنفس. لذلك يجب اعتبار الشيشة والتبغ مصادر دخل للدولة ويجب أن تساهم في فاتورة وزارة الصحة.
لذلك نستطيع أن نستنبط من هذه الدراسات والإحصاءات في العالم أو المنطقة الخليجية أن خطر الإشعاع النووي يعتبر في مرتبة أقل نسبيا من الأخطار الأخرى.
هناك اتجاه للرأي العام العالمي نحو قبول استخدام الطاقة النووية كبديل لإنتاج الكهرباء لعصر ما بعد الكربون.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ