كل يوم تطالعنا المجلات الفنية وصفحات المنوعات عن أخبار تفيد بعزم مطرب أو مطربة ما على دخول الساحة الفنية من أبواب التمثيل، ولسنا بصدد الاعتراض على هذه الفكرة فالفن موهبة لا يمكن تصنعها، بيد أنّ المشكلة تكمن في أن تلك الأبواب يدخلها الغث والسمين، فبعد نيكول سابا التي آثرت تحقيق الشهرة « وفق منظورها» من التمثيل بعد فشلها في الغناء ومطربة أما نعيمة مروة في فيلم «حاحا وتفاحا» والتي أضافت نقطة سوداء إلى سجل أعمالها المليء بالسواء، صرحت أخيرا المطربة اللبنانية دومنيك برغبتها بدخول عالم التمثيل وكأن هذا العالم هو عالم الطبخ ومهما وضعت ملحا وفلفلا وزادت وقللت في المقادير ستكون النتيجة إلى حد ما مقبولة إنْ لم تكن مرضية تماما.
ما زلنا نذكر أوّل ظهور للممثل المصري أحمد عز في فيديو كليب لأصالة في أغنية لما جات عينيك في عينا والذي كانت فاتحة الخير عليه « رغم أدائه المتواضع».
الكثيرون توقعوا صعود بعض الأسماء من الساحة الغنائية إلى التمثيلية معوّلين في تلك الرؤية على بعض فيديو كليباتهم وعلى سبيل المثال لا الحصر، فيديو كليب نانسي عجرم في أغنية أنته أيه والتي بدت فيه ممثلة محترفة وتصوير أغنية أتحدى العالم للفنان صابر الرباعي، توقع دخول هذه الأصوات للساحة التمثيلية وارد ولا سيما مع وجود مقوّمات قد تؤهلهم لذلك، على حين أننا نلحظ بروز أسماء غير متوقعة تعلن عن توجها للتمثيل من دون « حياء» رغم محدودية قدراتها.
ولعل تلك الأسماء ما زالت تعتقد بانّ التمثيل لا يتطلب سوى منتج مجازف ومراهن على شهرة أغنية أو قوام ممشوق وشكل جميل، فأيّ عقل يقول إن نيكول سابا ممثلة أو مؤدّية في أقل تقدير فلا علاقة لها بأبجديات التمثيل كما لم تكن لها علاقة بأوتار الغناء ومثلها ودومنيك والقادم أعظم في ظل غزو بعض الأسماء الدخيلة على الساحة الفنية.
العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ