أقرّ اتحاد اليد قرارا وصفناه بالقاسي في العام الماضي على باربار والأهلي على خلفية الحوادث التي صاحبت مباراتهما في الدور ربع نهائي من بطولة الكأس والغرامة التي فرضت في ذلك الوقت بلغت 4 آلاف دينار وكانت الغرامة بلا أدنى شك قياسية وسابقة بالنسبة إلى شغب الجماهير على مستوى الاتحادات المحلية، وجاء الاتحاد قبل أيام ليفرض عقوبات مالية بأرقام أقل على بعض الأندية تراواحت بين الـ 500 دينار إلى الألفي دينار، وبعد هذه الغرامات تواصلت الأحداث المؤسفة من قبل الجماهير وبالتحديد في لقاء باربار بالإتفاق في نهائي كأس الناشئين، والسؤال الذي أطرحه على الجميع بما فيهم أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، هل العقوبات المالية أوقفت التجاوزات؟!، والسؤال الأهم، هل نجحت الأندية في إيقاف التجاوزات خصوصا أنّ الاتحاد حمّلها المسئولية الكاملة؟!، بالتأكيد، فهي المغلوب على أمرها، فمن جانب الاتحاد تتحمّل المسئولية وتتلقى الغرامات المالية (آه يا بطني)، ومن جانب الجماهير تتلقى الطعن كذلك (آه يا ظهري).
وإذا كانت الغرامات والعقوبات هذه لم توقف التجاوزات ما الحل إذا؟!، أنا لا ألوم الاتحاد فالاتحاد يعتقد أنّ هذه الغرامات الطريق الأمثل لوقف التجاوزات وهذه وجهة نظر يجب أنْ تحترم، ولكنني أعتقد أن الاتحاد وجميع الاتحادات وتحت مظلة المؤسسة العامّة للشباب والرياضة معنية بوضع استراتيجة خاصة بعيدا عن العقوبات وذلك من خلال وضع البرامج التوعوية من خلال الأندية والصحف المحلية بالإضافة إلى الإعلام المرئي سواء بالنسبة إلى القناة الرياضية أو من خلال القناة العامّة أيضا، وشخصيا أعتقد أنّ إقحام العلماء من الطائفتين في هذا التوجّه مطلب ضروري وخصوصا أنّ لبعض العلماء كلمة مسموعة لدى الشارع الرياضي، وإذا أرادت المؤسسات الرياضية فعل المزيد فعليها بوضع الحوافز من خلال دفع الأندية لتشكيل روابطها بشكل رسمي ووضع جوائز لأفضل رابطة في الموسم على سبيل المثال في مختلف الألعاب التي تحظى بحضور جماهيري كلعبة كرة القدم واليد والسلة بالإضافة إلى الطائرة، أما أنْ تتحمل الأندية مسئولية أناس عقلياتهم جاهلة يتصرّفون تصرفات حمقاء بدفع مبالغ هي من حق اللاعبين فهذا ليس بحل، فمن ضمن الأندية التي عوقبت من قبل الاتحاد ناد لم يدفع رواتب مدرّب الفريق الأوّل لأكثر من أربعة أشهر على أمل الحصول على مبلغ الرعاية، والأمثلة كثيرة والمجال لا يتسع لذكرها.
رياضة من دون طائفية
العبارات المرفوضة التي أطلقها البعض على أحد رموز لعبة كرة اليد في الأيام القليلة الماضية والتي أتخذت منحا طائفيا بحتا ليست بداية النعرات الطائفية في الرياضة البحرينية بل هو نتيجة تراكمات السنوات الماضية، ولست أنا من أحذر من الطائفية الرياضية بل أنّ المسئولين الرياضيين والسياسيين يجب أن يحذروا الجميع من وصول الخلافات إلى هذا المستنقع، وشخصيا أشد على يد اتحاد اليد في العقوبات التي أتخذها للذين أطلقوا العبارات الطائفية المسيئة؛ لنترك هذا المستنقع جانبا ولنفكر في رياضة بعيدة كلّ البعد عن مثل هذه السلوكيات الشائنة؛ لنفكر في رياضة توحّد لا تفرّق.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2072 - الخميس 08 مايو 2008م الموافق 02 جمادى الأولى 1429هـ