لدى وصوله إلى مطار طوكيو يوم الثلثاء 6 مايو/ أيار 2008 صرح الرئيس الصيني هو جين تاو بأن العلاقات الصينية اليابانية تواجه فرصا جديدة لتعزيز التنمية، مركزا على أن «الصين واليابان دولتان مهمتان في آسيا والعالم وأن تنمية صداقة طويلة الأجل ومستقرة وتقوم على حسن الجوار بين الصين واليابان أمر يأتي في صميم المصلحة الجوهرية للبلدين والشعبين».
تعد زيارة هو جين تاو لليابان، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس صيني منذ 10 سنوات، خطوة تهدف الى مواصلة تحسين العلاقات الصينية اليابانية التي كانت باردة في وقت من الأوقات وبدأت تتحسن بزيارة «كسر الجليد» التي قام بها رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو ابي للصين في العام 2006. وتلا هذا الحدث زيارة «ذوبان الجليد» التي قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو لليابان في ابريل/ نيسان الماضي وزيارة «باكورة الربيع» التي قام بها فوكودا للصين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكما يبدو فإن العلاقات الاقتصادية ستحظى بنصيب الأسد من بنود جدول الأعمال. إذ تتم هذه الزيارة في نطاق التحضير للقمة الاقتصادية اليابانية - الصينية المفترض عقدها في نهاية العام 2008، التي تاتي في ظل تنامي اعتماد اقتصاد كل من الدولتين على الآخر بعمق. فقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لليابان العام الماضي فى حين أصبحت اليابان ثالث اكبر شريك تجاري للصين بتجارة بينية قيمتها 236 مليار دولار أميركي. واستمر حجم تجارتهما البينية في تحقيق نمو يزيد على 10 في المئة. ووصلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة اليابانية فى الصين الى 60,7 مليار دولار، ما جعل اليابان ثاني أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية في الصين.
وكشريك تجاري رئيسي أصبحت كلتا الدولتين تعتمد على الأخرى بصورة متزايدة. واصبحت اليابان أكبر شريك تجاري للصين لـ 10 سنوات متتالية وأصبحت الصين ثانية أكبر دولة تجارية وثانية أكبر سوق للصادرات اليابانية.
وطبقا للإحصاءات التي نشرتها وزارة التجارة الصينية فإن التجارة البينية بين الدولتين قفزت بنسبة 13,8 في المئة لتصل الى 236 مليار دولار أميركي في العام 2007. وأصبحت اليابان أكبر مصدر الى الصين ورابع أكبر سوق لصادراتها.
وأدى نمو حجم التجارة الثنائية الى تغيير نمط التجارة بين الصين واليابان وأخذت المنتجات الميكانيكية والكهربائية ذات المحتوى التكنولوجي الفائق تدريجيا مكان المنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة مثل المواد الخام والمنسوجات.
وذكرت احصاءات الدولتين ان المنتجات الميكانيكية والكهربائية بلغت اكثر من نصف حجم تجارتهما في العام 2007، ما يدل على أن الدولتين أصبحتا أكثر اعتمادا كل منهما على الأخرى في نموهما الاقتصادي.
وعلاوة على ذلك ومع النمو الاقتصادي والتقدم الفني للصين فان اليابان زادت استثماراتها الاجمالية في الصين وقامت بتوسيع مجالات استثماراتها في الصين.
وأظهرت الارقام التي نشرتها وزارة التجارة في الصين أن استثمارات اليابان في الصين بلغت 60,7 مليار دولار حتى العام 2007، وان استثماراتها المباشرة في الصين شهدت ايضا تحولا من الصناعات التجهيزية مثل المواد الخام والمواد الغذائية الى الصناعة التحويلية مثل الصناعة الميكانيكية والكهربائية.
وخلال هذه الفترة فإن كثيرا من المصنعين الكهربائيين والميكانيكيين اليابانيين نقلوا قواعد انتاجهم الى الصين واحدا تلو الآخر. وشهدت السنوات الاخيرة نموا سريعا للاستثمار في البحوث والتطوير والخدمات المالية واللوجستية والتسويق وأصبح ذلك مصدرا جديدا للنمو الاقتصادي.
كل ذلك للتفاؤل عند الحديث عن مستقبل العلاقات الصينية اليابانية، ويجعلنا نتوقع ربيعا دافئا ينتظر تلك العلاقات، لكن هناك جملة من القضايا المترسبة على مدى تاريخ طويل من التوترات التي بحاجة إلى أن تضع الزيارة حدّا لها، ومن بين أهمها: قضية تايوان. ان الصين لا تعترض على الاتصالات الشعبية بين اليابان وتايوان لكنها تعارض بحزم اية اتصالات رسمية.
بعد ذلك تأتي مسألة التعاون الامني الياباني الأميركي. ففي العام 2004، اجاز البرلمان الياباني مشاريع القوانين المتعلقة بمبدأ التعاون الدفاعي الياباني الأميركي الامر الذي يدل على تأسيس نظام جديد لتعزيز التعاون الأمني بين اليابان والولايات المتحدة.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2072 - الخميس 08 مايو 2008م الموافق 02 جمادى الأولى 1429هـ