يصادف الإنسان بين الحين والآخر مواقف مختلفة منها المؤلم ومنها الجميل، وتلك المواقف قد تتكرر لمرات عديدة بتغير الأشخاص المشاركين في تلك المواقف، في الأسبوعين الماضيين تعرضت إلى مواقف عديدة غير أن الموقف الأول الذي أحسست أنه تكرر كثيرا بتغير الأشخاص هو سؤالي لأحد المواطنين عن حاله مع العمل الذي يعمل فيه وخصوصا أنه يعمل في الشركة نفسها منذ سنوات طويلة، وما إن بادرته بالسؤال حتى تنفس الصعداء ليكشف لي عن همه قائلا أتعلم منذ متى وأنا أعمل في هذه الشركة رغم العرض الكثيرة التي تلقيتها للانتقال منها؟، فرددت عليه:إنها سنوات طويلة جدا، ولكني لا أعلم كم بالضبط؟.

فأجاب:إنني أعمل في هذه الشركة أكثر من 27 سنة، ولكن للأسف.

فسألته: وعلى ماذا تتأسف؟.

فرد علي:لقد قرروا قبل أيام توظيف شخص أسيوي براتب أعلى من راتبي بحوالي 50 في المئة، فضلا عن السيارة والسكن، بالإضافة إلى إنني سأقوم بإعطائه المعلومات عن العمل.

هذا جزء من ما دار مع هذا المواطن من حوار، لكن هذا الموقف لم يكن الأول الذي سمعته من شخص بحريني قضى حياته في وزارة أو شركة وبعد كل ذلك يكافأ باستجلاب أجنبي ليكون مسئولا عليه، فأحد العاملين في وزارة خدمية حصل معه الموقف نفسه قبل سنتين إذ تم استجلاب شخص فلبيني على أن يقوم البحريني بتدريبه ولكن الغريب أن الفلبيني تم توظيفه برتبة أعلى من البحريني. ولا أعتقد أن هذا الموقف سيكون الأخير الذي يمر علينا نحن البحرينيون بالصورة نفسها مع تغير الأشخاص فقط لا غير.

موقف آخر تعرضت له في الأيام الماضية إذ كنت في أحد محلات التسوق وعند خروجي لفت انتباهي مسن بحريني كان يطلب المساعدة من أجل أن يستطيع إعالة عائلته، هذا الموقف جعلني أفكر في أهداف الألفية التي تحدثت وزارة التنمية الاجتماعية عن تحقيقها إذ كان رفع مستوى معيشة الفرد أول توصيات الألفية، غير أن ما ألمني أكثر هو أن الأجانب كانوا يقدمون الـ100 فلس للمسن البحريني، الذي يعيش في وطنه، وطنه الذي يطلق عليه عالميا البلد النفطي. ولا أعتقد أن هذه المواقف لم يراها أو يصادفها مواطن بحريني في حياته اليومية