العدد 2071 - الأربعاء 07 مايو 2008م الموافق 01 جمادى الأولى 1429هـ

كتائب «الهاكرز» الجزائري!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أطرف الأخبار يوم أمس ما فعله «الهاكرز» الجزائريون بـ «إسرائيل». وقد أوردت إحدى الفضائيات العربية الخبر في آخر نشرة الأخبار صباح أمس، وحاولتُ عبثا الحصول على تفاصيله لاحقا على موقعها أو على وكالات الأنباء من دون جدوى، وأخيرا وجدته على بعض المواقع الإنجليزية.

وللتوضيح إن «الهاكرز» هم من يُسمّون «قراصنة» الإنترنت، تشبيها لما تفعله الجماعات الشبابية في فضاء الإنترنت من مهاجمة المواقع الإلكترونية بما يفعله القراصنة في البحر!

الخبر يقول إن «بنك إسرائيل» أغلق مؤقتا قبل أيام بسبب ما تعرّض له من هجوم على أيدي قراصنة جزائريين اقتحموه يوم الجمعة الماضي وتركوا وراءهم رسالة تقول: «اسمعونا أيها اليهود... إنكم شعبٌ انتهى أجله، وعاجلا أو آجلا سوف تخسرون الحرب».

كبار مسئولي المصرف الذين كانوا في إجازة عيد الفصح اليهودي لم يعلموا بقصة الهجوم حتى كشف ذلك موقع «غلوبز». وتركوا عبارة تقول: «النصر قادم إن شاء الله، وسيناريو الشيشان سيتكرر وسوف نطردكم، فهناك ملايين الشباب من المسلمين مستعدون للموت من أجل القدس، والقدس لنا».

ويقول الخبر إن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها الهاكرز في وضع رسائلهم على موقع إلكتروني إسرائيلي رسمي. ويمثل ذلك فشلا كبيرا لأمن المصرف الإسرائيلي الذي ظل مخترقا فترة طويلة. وأفادت مصادر أن الهجوم تسبب في محو تقارير المصرف الإسرائيلي حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2007؛ مما يشير إلى فداحة الأضرار التي ألحقها الهجوم الجزائري على قاعدة بيانات المصرف، على رغم ما قيل عن استعادة بعض تلك المعلومات.

بعض المحللين يذهب إلى أن «إسرائيل» تخوض حرب قدرات ضد الهاكرز الجزائريين المجاهدين، والناطق الرسمي باسم المصرف الإسرائيلي ادعى أن «الحادث» لم يترك أثرا على أنظمة المصرف الداخلية! وادعى أن أنظمة العمل المصرفية والتحويلات المالية الأخرى تخضع للحماية، وليس هناك مجالٌ لاختراقها من خلال الإنترنت. وذهب إلى القول إن موقع المصرف الإلكتروني تم تأسيسه على يد مزود خدمة خارجي، هو الذي تولى وضع الاحتياطات الأمنية، وبالتالي هو المسئول عن أمن الموقع.

الجيد في الأمر هو أن المصرف الإسرائيلي لم يكن متيقنا تماما من أن الجزائر هي المصدر الوحيد للقرصنة! ومن هنا وضع بعض الإسرائيليين احتمالا لأن يكون قطاع غزة مصدرا آخر للقراصنة كما هو مصدر لصواريخ القسّام. وذهب فريقٌ آخر إلى احتمال أن يكون حزب الله في لبنان هو «القرصان»، فالذاكرة الإسرائيلية لم تنسَ بعدُ صواريخه التي انهالت على مستوطناتهم في حرب تموز طوال 33 يوما! والأطرف من ذلك أن ما ذهب إليه الفريق الثالث من احتمال أن تكون أعمال القرصنة منطلقة من الأراضي القطرية، وكل الخوف أن توضع الدوحة قريبا ضمن «محور الشر»!

ربما تكون مجموعة الهاكرز الجزائريين شنت هجومها من أحد مقاهى الإنترنت في الجزائر العاصمة، أو من مدينة وهران أو بجّاية، وتسببت في خسارة الملايين، فما بالكم لو انطلقت من كل بلد عربي مجموعة هاكرز واحدة فقط على مواقع «إسرائيل»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2071 - الأربعاء 07 مايو 2008م الموافق 01 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً