وإن أرسلت عيون الصحافة أشعة نظراتها على الأخطاء الطبية التي هي شر لا بد منه، وإن وخزت الصحافة الأطباء في أحايين كثيرة إلا أن ذلك كله بهدف النقد لا الانتقاد، تماما كما يوخزون هم بإبرهم المريض ليتعافى ويشفى.
الجراحة التي يخضع لها الأطباء في غرف عمليات الصحافة لا تعني أنهم رخيصون في عين الصحافة، وهل يرخص من أحيا الناس جميعا مرة واحدة حتى يرخص من أحيا الناس جميعا مرات ومرات؟
الأطباء هم ورثة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وبيدهم تطيب الجروح وتلتئم القروح، وتستقر الروح بإذن الله، ولهم من الشرف ما يستحقون تقبيل الأيدي عليه، ولا يمكن أن نقبل بإهانتهم أو النيل من كرامتهم أو الإجحاف بحقهم.
المواقف النبيلة للأطباء لا يمكن التحفّظ عنها في صناديق مغلقة، ومنها موقف للدكتور نبيل أحمد أحد أطباء عيادة المطار، وهذا الطبيب كان قد أجرى عمليتين جراحيتين في ظهره، إلا أنه وقبل شهر من الآن اضطر لحمل مريض خليجيي على ظهره كان قد سقط في المطار أمام أسرته، ما اضطره إلى أن يقوم بحمله، وخصوصا أن الموقف لم يكن يسمح له أن يتخلى عن المريض، حتى أصيب بمضاعفات وهو الآن طريح الفراش في المستشفى غير قادر على المشي، ينتظر رحمة الله، ,وإشفاق الوزارة عليه لعلاجه خارج البحرين، لأن الأطباء هنا امتنعوا عن فتح ظهره بعد عمليتين سابقتين، ودونوا في تقريره أنه يحتاج إلى السفر للخارج ونصحوه بألمانيا.
لجنة العلاج في الخارج اختارت بلدا غير البلد الذي نصحه به الأطباء، وعند الاستفسار عن السبب وراء عدم إرساله إلى ألمانيا طلبوا منه دفع الفرق بين البلدين!
أيهما أشد إذا على الأطباء؟ قلم الصحافة أم قلم لجنة العلاج في الخارج التي استخسرت على طبيب سقط في فناء عمله، رحلة علاج يطمأن لها؟ هل هذه هي سياسة رعاية الأطباء، وشكرهم على تضحياتهم؟! أتمنى لأعضاء لجنة العلاج في الخارج دوام الصحة والعافية، ولكن لو كان أحدهم لا قدر الله على فراش الدكتور نبيل أحمد فهل سيدفع الفرق بين سنغافورة وألمانيا؟
ما زلت أثق في الكثير من المسئولين في الوزارة، وبينهم من لا يقبلون إلا بالإنصاف، وأملي كبير في أن يأخذ الأطباء مساحة أكبر من التقدير في حرم وزارة الصحة.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 2070 - الثلثاء 06 مايو 2008م الموافق 29 ربيع الثاني 1429هـ