وقع أكثر من 200 صحافي على ميثاق الشرف الصحافي الذي أطلقته جمعية الصحافيين تحت عنوان «صحافيون ضد الطائفية» في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف يوم السبت الماضي الموافق الثالث من شهر مايو/ أيار، وبنظرة سريعة لواقع الصحافة في مملكة البحرين والذي تشهد تطورات متسارعة بدأت بتوجيه جلالة ملك البلاد لتأسيس دعائم صحافة مستنيرة سبقها تجريم الدستور التعرض للطوائف والتأكيد على أن حرية الرأي تقف عند حدود حرية الرأي الآخر، وآخرها إلغاء الحكومة لعقوبة حبس الصحافي. مساحة الحرية الصحافية والإعلامية الممنوحة الآن جدلا ليست كما السابق، ولعل المراقب للوضع السياسي في مملكة البحرين يرى جليا في الجهة المقابلة تفشي ظاهرة الطائفية على رغم كل المساعي لفتكها، كما ولا يخفى عليه وقع بعض الأقلام في إشعال فتيلها، ولجوئها في السابق إلى نخر جسد الوطن بسموم الطائفية على رغم ما ينص عليه الدستور، واستمرار تلك الأقلام في ممارساتها، وهو أمر إن دل على شي إنما يدل على أن تلك القوانين وتلك التوجهات بحاجة لحس وطني لتطبيقها.

لسنا في مقام تصغير كل ما سبق وعلّ «جرة» قلم بالتوقيع على تلك الوثيقة غير كافية، فالوطنية شعور لا شعار ومتى اقتنع الصحافي والإعلامي وأيقن بخطورة دوره الرسالي والمؤثر في صنع القرار، ووضع مصلحة الوطن نصب عينيه ووعى مدى وقع كلمته في إشاعة الطائفية أو فتكها، عندها فقط لن يكتب أي صحافي سطرا طائفيا واحدا.