أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس (الاثنين) «كان جديا ومعمقا للغاية»، فيما قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن اللقاء حقق تقدما كبيرا في قضية الحدود بين «إسرائيل» ومناطق السلطة الفلسطينية وموضوع الترتيبات الأمنية.
وقال عريقات في مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله عقب انتهاء اللقاء بين عباس وأولمرت في القدس المحتلة، إن الاجتماع «كان جديا ومعمقا للغاية وركز على قضايا الوضع النهائي». وأضاف أن «الرئيس (عباس) أثار قضية النشاطات الاستيطانية، والجانب الفلسطيني أكد أن هناك التزامات على الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية وفق ما جاء في خطة خريطة الطريق بما فيها إزالة البؤر الاستيطانية».
وتابع عريقات أن «قضية الأسرى احتلت مكانا واسعا من النقاش بين الجانبين، وخاصة المعتقلين الذين أمضوا أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال والمرضى والنساء والقادة السياسيين بمن فيهم الأسير مروان البرغوثي». وأوضح أن «عباس أثار أيضا قضية المبعدين»، مشيرا الى أنه «تم التطرق إلى موضوع الحواجز ولقاء رئيس الوزراء سلام فياض بوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك (الأحد) في حضور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس».
وأضاف عريقات «تم بحث تثبيت التهدئة الشاملة لتبدأ في (قطاع) غزة ومن ثم في الضفة الغربية وتشمل وقفا شاملا ومتبادلا لكل أشكال العنف من قصف واغتيال واجتياحات، فيما تشمل من الجانب الفلسطيني وقفا كاملا لإطلاق الصواريخ».
وأكد أن «التهدئة ستتزامن مع تخفيف الحصار والإغلاق ووقف معاناة الشعب الفلسطيني»، لافتا إلى أن «الرئيس عباس أوضح لأولمرت الجهد الكبير الذي تقوم به مصر من أجل تثبيت التهدئة».
وكان الرئيس المصري حسني مبارك أعلن الأحد أن مدير مخابراته اللواء عمر سليمان سيزور «إسرائيل» لبحث إمكان إعلان تهدئة في غزة.
إلى ذلك، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إنه «تم تحقيق تقدم كبير في موضوع الحدود النهائية للسلطة الفلسطينية و(إسرائيل) وفي موضوع الترتيبات الأمنية».
وقال المتحدث باسم مكتب أولمرت مارك ريغف في نهاية لقاء أولمرت وعباس إن «هذه كانت المحادثات الأكثر جدية التي أجراها الجانبان على الإطلاق».
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن وزير المخابرات المصرية سيصل «إسرائيل» الأسبوع المقبل وسيعرض على المسئولين الإسرائيليين اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه مصر مع حركة «حماس» وبقية الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، لكن لا يتوقع أن ترد عليه «إسرائيل» قبل عقد اجتماع خاص للمجلس الوزاري الأمني لبحث هذا الاتفاق.
بالمقابل، انتقد رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الموقف الإسرائيلي من عملية السلام قائلا إنه موقف يدفع الأوضاع إلى مزيد من التوتر، منتقدا في الوقت ذاته النهج الذي تتبعه السلطة الفلسطينية في المفاوضات.
وقال القدومي لدى توقفه بمطار القاهرة قادما من الأردن في طريقه إلى تونس إن «إسرائيل» لا تحترم أي اتفاق يعقد ووصف الموقف الإسرائيلي بأنه «موقف متعنّت وبدعم أميركي».
من جانب آخر، نفى القدومي الأنباء التي تحدثت عن منع السلطات السورية له من دخول أراضيها، وقال إن «هذه المعلومات غير صحيحة على الإطلاق».
من جهة أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية أن مراقبين أميركيين سيشرفون على رفع الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي تشل النشاط في الضفة، وأوضحت أن المراقبين سيكونون من موظفي سفارة الولايات المتحدة في «إسرائيل».
فلسطينيا، كشف وزير الخارجية والإعلام الفلسطيني رياض المالكي عن قرار اتخذته حكومته بسحب كل أسلحة من وصفهم بـ «المليشيات»، وسلاح كل شخص لا ينتمي للأجهزة الأمنية، معتبرا أن ذلك يأتي في سياق فرض الأمن والنظام والقانون.
العدد 2069 - الإثنين 05 مايو 2008م الموافق 28 ربيع الثاني 1429هـ