جميل أن يلتف رجال الصحافة البحرينية حول قضية وطنية مهمة، وأن يبادروا بالتوقيع على ميثاق «صحافيون ضد الطائفية» الذي اطلقته جمعية الصحفيين البحرينية؛ لان الطائفية هي آفة هذا الوطن التي ابتلي بها، وأشد بأسا عليه من الفاقة والحاجة والفقر؛ لان الإنسان البحريني عهدها وتغلب عليها، والسبب هي نوعية الإنسان البحريني الاصيل المتواضع البسيط المؤمن بقضاء الله وقدره.

والاجمل ان نطالب بان يلتف رجال الصحافة والاعلام الرياضي اليوم حول ميثاق وطني نطلق عليه «صحافيون ضد التجنيس»؛ لأن التجنيس نوع من انواع الطائفية البغيضة التي تسلب حق المواطن في خيرات وطنه وفي تمثيله لفرقه الرياضية ومنتخباته الوطنية، ما يسبب القضاء على موهبته التي هي سر تفوقه، مستفيدين من تجاربنا الفاشلة في تجنيس اللاعبين الحاليين الذين تهاونوا في تمثيل المنتخب الاولمبي الذي فشل في التأهل الى اولمبياد بكين والمشكلات الحاضرة التي توشك ان تتفجر في الايام المقبلة حينما يرجع اللاعب المجنس الى هدفه وغايته (الرخيصة) ويفضل ان يرمي الجواز الاحمر وان يلعب بجنسيته الاصلية بعيدا عن البحرين حبا في المال والجاه من دون ان يقدم للوطن الذي رعاه كلمة شكر، والادهى ان يتنكر لكل من سعى الى تجنيسه لانه وجد غايته، فـ «الغاية تبرر الوسيلة»!

والاتحادات الدولية والقارية وعت خطورة التجنيس ووضعت ضوابط له، لا من اجل مصلحة وطنية ولكن من اجل الحفاظ على اللاعب المواطن بهدف النهوض بالألعاب الرياضية من خلال أبناء الوطن، وهو عكس ماحدث عندنا حينما تحايل المسئولون على القوانين الدولية والآسيوية وكذبوا على الاندية ورجال الصحافة لانهم حاولوا بكل طريقة طمس الحقيقة، ولكن حينما وقع الفأس في الرأس ولم يجدوا ما يبررون به مواقفهم امام قرارت الاتحاد القاري، اضطروا الى القفز فوق قوانين البلد بمنحهم الجواز الاحمر الرسمي من دون حق على حساب الوطن واللاعب المواطن.

فالتجنيس، ونقولها بعبارة صريحة، لغة عمياء، ومن يطبل لها على حساب اللاعب المواطن هو انسان ضعيف النظر لانه لا ينظر امامه ولكن ينظر تحت رجليه.