لم يكذب «النائب الفلتة» خبرا حتى سارع بالإشادة بقرار الداخلية السماح للعسكريين بإطلاق اللحى، وتمادى في ذلك بأن بشرنا بأيام جميلة لم نعشها بعد! ومع أننا مع القرار من مبدأ الحرية الشخصية والدينية التي لا يملك أحد حق المحاسبة عليها إلا الله سبحانه وتعالى، فإن لنا عدة أسئلة لنائبنا الكريم، ولكل من رأى في لحيته (فقط) قصرت أم طالت، سفينة لنجاتنا ومصدرا لسعادتنا وراحتنا: ماذا فعلت بالشعب؟ ألم تكن مصدرا لتعاستنا وتمزقنا؟ ألم توقظونا بأفعالكم على حقيقة أن الشعب فئتان الفئة المباركة منهما هي من تقدم فروض الطاعة والموالاة ليس للوطن ولا للقيادة بل لأفكاركم بطيبها وخبثها؟ ألم تجعلكم لحاكم في صراع وتقاذف تهم وسباب لا تليق أبدا بلحاكم ولا بأن تطلق تحت قبة برلمان وعلى الملأ، حتى ألهاكم صراعكم ذاك عن الشعب الذي بات يرقص من الجوع والعوز، يشاهد مسلسلكم المكسيكي من دون أن يرتجي خيرا، كما هو رأيكم في المسلسلات المكسيكية المدبلجة عموما، التي وجدتم فيها دعوة للفسق والفجور، فاستبدلتموها بدعوة للطائفية والتمزق!
وعلى هذا، فإن لا مصلحة الشعب ولا حقوقه ولا مشكلاته ولا حتى «انحرافاته» ولا مصلحة الوطن أساسا وحدت كلمتكم، في حين نجح «غنج» هيفاء وهبي و«فسقها» بحسب رأيكم، في الوصول إلى ما عجزنا (قيادة وشعبا) عن تحقيقه تحت قبة واحدة ومن أجل الوطن... كل الوطن!... صدق شاطرة.
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 2067 - السبت 03 مايو 2008م الموافق 26 ربيع الثاني 1429هـ