العدد 2067 - السبت 03 مايو 2008م الموافق 26 ربيع الثاني 1429هـ

عادات وتقاليد جاهلية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أهم ما لدى المرء إثبات وجوده وهويته، وهذه الهوية تكمن في العادات والتقاليد، الفكر والثقافة... إلا أنّ هناك بعض العادات الخاطئة التي يحتاج الناس إلى تغييرها؛ لأنها تؤثر تأثيرا سلبيا في المجتمع البحريني.

انتشرت بعض السلوكيات الخاطئة باسم العادات والتقاليد، و كان لها انعكاسها الخاطئ على الأسرة، فمنها مثلا خروج الولد الصغير والمراهق إلى ساعة متأخرة من المنزل؛ لأنه رجل ولا يخاف عليه أحدٌ من العار أو من الحرام، أمّا خروج الفتاة إلى ساعة متأخرة من الليل فإنه مصيبة كبرى حلّت ولم تنته، ولكأن الخروج إلى وقت متأخر سيأتي بالضرر على الفتاة فقط دون الولد!

انتشرت كذلك جملة «أنا رجل ولا يضرّني أنْ تحدثتُ مع فتاة أو مارستُ عادة التدخين أو ذهبتُ إلى «المراقص». أمّا الفتاة فإن الويل لها إنْ تحدثتْ مع رجل أو مارستْ عادة التدخين أو ذهبت إلى مراقص!

حتى أنّ نظرة المجتمع إلى المطلقة في بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا، نظرة غير سوية، إذ يعتقد الكثير من الناس بأنها صيدٌ سهل، والسبب عدم وجود زوج يحميها، فيزداد الضغط عليها من كلّ جانب من قبل أهلها ومعارفها!

من العجيب كذلك أنّ نظرة الناس إلى مَنْ تتعرض للاعتداء من قبل والدها وذويها نظرة سيئة، حيث تعامل على أنها جانية وغاوية، ومحرّضة للأب أو الأقارب على فعل الفاحشة، بدل أن تكون هي الضحية والمجني عليها!

من المستغرَب أيضا عندما يكون للواحد منّا ولد ويبلغ من العمر ما يبلغه، تجعله في مقدّمة السيّارة وأمه في آخرها؛ لأنه رجل، فيذهب حق الأم في الجلوس بجانب زوجها، وتكون كسقط المتاع لا حولَ لها ولا قوة!

أعرف بعض العائلات البحرينية التي تحرّم على بناتها وأولادها رؤية الطرف الثاني عند الخطبة، إلى أنْ ينتهي عقد النكاح، ضاربينَ حديث الرسول «أحرى أنْ يؤدم بينهما» عرض الحائط.

وآخر صيحة في عاداتنا وتقاليدنا هي منع الفتيات عند بعض العائلات من التسوّق في أحد المجمّعات التجارية، لوجود المنكرات وللمحافظة على الفتيات، ولكأن خروج الولد إلى المجمّعات لا يضر به ولا يؤثر عليه. هل هذا ما وصّانا عليه الرسول الأكرم (ص) عندما قال: «استوصوا بالنساء خيرا»!

إنّ تغيير هذه العادات والتقاليد الجاهلية تحتاج إلى وقت، ولكن لابدّ لنا أن نغيرها، فهذه المفاهيم الخاطئة التي يتغذى عليها الشباب هذه الأيام، جعلتهم يتطاولون باسم الرجولة، وباسم العادات والتقاليد على دينهم وعلى أسرهم.

إنّ التناقض الذي يعيشه أبناؤنا باسم العادات والتقاليد جعلتهم لا ينظرون إلى الأخطاء التي يقومون بها، بل ينشغلون بأخطاء أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم، ولا أحد لديه الحق بتنبيهه عن أخطائه التي يقوم بها.

تحت مظلة العادات والتقاليد حُرّمت على الفتاة أمور كثيرة لم يحرمها عليها دينها الحنيف، فأفرزت في بيئتنا الكثير من الأمراض الاجتماعية منها ظاهرة «البويات» و»التعلّق المََرضي بالأولاد» والعقد الأخرى غير المتناهية، والتي تظهر على الساحة كل يوم.

نحن نصنع المنكرات، ونغذي العادات والتقاليد بمفاهيم راديكالية تؤثر في أساليب الحياة الصحيحة؛ وأنىّ لها أنْ تتغير في ظل هذا التعصب الشديد.

في الجاهلية تم القضاء على الفتاة من خلال وأدها بالتراب؛ لأنها كانت وصمة عار على والدها في المجتمع، أمّا الآنَ فإنه يتم وأد الفتاة من خلال العادات والتقاليد المَرَضية، التي لا تغني ولا تسمن من جوع، إلا في زيادة تصدّع الأسر البحرينية. ولنا وقفة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2067 - السبت 03 مايو 2008م الموافق 26 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 10:42 ص

      حبيبتي

      ارييييييييد بلييييز العادات والتقاليد في الامارات مش البحررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررن

    • زائر 11 | 1:12 م

      جعـــــــــــــــلانيه ووبس

      والله انع البحث حبتين تســــــــــــــــــــلمين ما عليج زووود

    • زائر 10 | 11:52 ص

      فريال

      ممتاز و رائع و الله يجزيكم الخير

    • زائر 8 | 8:01 ص

      رد

      ابا العادات و التقاليد

    • زائر 6 | 4:31 م

      تخلف

      هذه عادات متخلفة ومن يفكر بها ايضا متخلف ولا يملك ثقة بنفسه ولا ببناته وسيبقى يعاني من الشكوك والقلق طوال عمره

    • زائر 5 | 2:02 ص

      educatiy3000

      بليز اب تقاليد الجاهلية

    • زائر 3 | 8:56 ص

      سمسم

      ههـــهــــــهــهــهههـــههـــهه مســــخـــرة

    • زائر 2 | 8:11 ص

      انا اريد عن المارات

      انا اريد عن المرات بس ماريد عن البحرين المينونه

اقرأ ايضاً