خرجت الصحف الإسبانية يوم أمس بعناوين مثيرة تحكي خسارة فريق برشلونه في الدور نصف النهائي أمام فريق مانشستر يونايتد الانجليزي بهدف نظيف، ولقد كان أشهر هذه العناوين هو «انتهى هذا الفريق» بالإشارة إلى نهاية حقبة تاريخية في فريق برشلونه ونهاية فريق بأكمله وليس مجرد خسارة واحدة.
برشلونه وبعد أن بلغ قمة مستواه قبل 3 مواسم تقريبا بفوزه ببطولة الدوري وبدوري الأبطال بدأ بالترنح منذ موسمين والتراجع إلى أن تلقى الضربة القاضية من مانشستر حديثا والتي أكدت نهاية هذا الفريق وهو ما بدأ بالتكشف من الآن إثر التصريحات التي تؤكد رحيل المدرب وقرابة التسعة لاعبين إلى جانبه.
برشلونه قادر على العودة من جديد لكونه من الفرق الكبيرة مثل زميله وعدوه اللدود في إسبانيا ريال مدريد الذي تمكن بعد سنوات من الاخفاقات وعاد للفوز بالدوري مجددا لموسمين متتاليين بعد أن غير جلده بتغيير مدربيه ولاعبيه وحتى إدارة ناديه.
لكل قصة بداية ونهاية، وهذا ما حصل لبرشلونه الذي بدأت قصته مع تولي المدرب الهولندي فرانك ريكارد تدريب الفريق في موسم 2003 وحينها كان الفريق يمر بعملية تغيير شاملة قادها ريكارد الذي تمكن من بناء فريق قوي وممتع سيطر على الدوري الاسباني ونافس بكل قوة في المنافسات الأوروبية.
إلا أن النهاية أسدلت يوم الثلثاء الماضي على يد مانشستر القوي الذي أعلن بداية التغيير الشامل في الفريق الكاتالوني.
في الحياة لا يوجد شيء يبقى في القمة دائما ليس على المستوى الرياضي فقط وإنما في مختلف المجالات، لأن الأيام دول بين الناس والوصول إلى القمة معناه بطريقة أخرى بداية التراجع والانحطاط.
وإذا كان برشلونة يمر بصورة سلبية فإن الدوري الإنجليزي والفرق الإنجليزية تمر بأزهى عصورها من خلال سيطرتها المطلقة على دوري الأبطال وبلوغ دوريها القمة وتصدره الدوريات الأوروبية (للمرة الأولى منذ 23 عاما بحسب الاتحاد الأوروبي).
ووصول مانشستر وتشلسي الإنجليزيين إلى النهائي الأوروبي باعتقادي هو بداية التراجع للدوري الإنجليزي الذي بلغ قمته بوصول هذين الفريقين، كما حدث للدوري الإسباني الذي وصل فيه ريال مدريد وفالنسيا إلى النهائي الأوروبي العام 2000 وكان بداية لتراجع هذا الدوري لصالح الدوري الإنجليزي ومن قبله الدوري الايطالي الذي شهد تراجعا كبيرا مع نهاية التسعينات من القرن الماضي.
الفرق الإنجليزية تمكنت من الوصول للنهائي 4 مرات متتالية حتى الآن، إذ وصل أرسنال للنهائي في العام 2005 أمام برشلونة الذي فاز باللقب، وفي العام التالي وصل ليفربول الذي فاز باللقب على حساب ميلان الايطالي قبل أن يخسره في العام الذي يليه أمام الفريق نفسه.
ويتوج التألق الإنجليزي أوروبيا بوصول فريقين هذه المرة ما يؤكد بلوغ الأندية الإنجليزية القمة وهذا ما أكده مدرب برشلونه نفسه الهولندي فرانك ريكارد في تصريحاته المنشورة أمس.
فعلا، هذه هي الرياضة متقلبة ومتفاوتة ولا توجد لها قواعد ثابتة، ففي الوقت الذي فازت فيه إيطاليا ببطولة العالم كان دوريها في قمة الانحدار وفي الوقت الذي بلغ فيه الدوري الإنجليزي القمة فشل منتخبها حتى بالوصول إلى النهائيات الأوروبية!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ