استمر نفوق الأسماك في خليج توبلي أمس (الجمعة) في مسلسل طال مختلف السواحل الممتدة من الخليج مرورا بجزيرة النبيه صالح وجرداب. واعتبر نائب رئيس مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ تواصل نفوق الأسماك نذير شؤم، قائلا: «هذا يدعو إلى الإسراع في عملية تنظيف الخليج وإزالة البقعة السوداء قرب المحطة والتي تجمعت لعدة سنوات مكونة قاعا أسودَ، وفيها يقل الأكسجين يقينا. والدليل أن السمك النافق موجود في محيط المنطقة السوداء، والغريب أن الأمور على حالها على رغم أن لجنة التحقيق التي خرجت بقرار التنظيف تشكلت في العام 2005».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المدني: «الأشغال» معنية بالمشكلة
أسماك خليج توبلي تحتضر والتلوث ينذر بـ«كارثة بيئية»
خليج توبلي - عبدالله الملا
تواصل نفوق الأسماك في منطقة خليج توبلي أمس (الجمعة) بالقرب من محطة المجاري في بادرة اعتبرها بلديون وبيئيون نذير شؤم تنذر بمزيد من التدهورات البيئية في الخليج، على رغم صدور قرار عن مجلس الوزراء لتشكيل لجنة لدراسة تداعيات القضية من مختلف الجهات المعنية. وتوجه إلى المنطقة بلديون والنائب جلال فيروز؛ للوقوف على تداعيات المشكلة.
نائب رئيس مجلس بلدي الوسطى عباس محفوظ قال تعليقا على الحادثة: «هذا يدعو إلى الإسراع في عملية تنظيف الخليج وإزالة البقعة السوداء قرب المحطة والتي تجمعت لعدة سنوات مكونة قاعا أسودَ، وفيها يقل الأكسجين يقينا، والدليل أن السمك النافق موجود في محيط المنطقة السوداء، والغريب أن الأمور على حالها على رغم أن لجنة التحقيق التي خرجت بقرار التنظيف تشكلت في العام 2005».
وأضاف «هذه دعوة إلى اللجنة المكلفة بالإشراف على الخليج لدراسة نتائج التحليلات التي تقوم بها الشركة المكلفة بعمليات الدراسة الأولية التي تسبق التنظيف، كما أنها دعوة إلى وزارة الأشغال لوضع حد بوتيرة أسرع لرمي مخلفات محطة المجاري في الخليج، وإيصاله إلى المستوى المطلوب من الناحية البيئية والصحية».
ولفت محفوظ إلى أن «من الملاحظ أن السمك الموجود هو سمك صغير جدا، ولكن هذا نذير شؤم، وطالع غير جيد بالنسبة إلى حركة الدولة في عملية تنظيف الخليج وتأهيله، وكلما تأخرت الخطوات ازداد وضع الخليج سوءا وتأثرت الحياة البحرية، كما أن وجود الأسماك دليل على أن المنطقة لاتزال حية إلا أن سبب الموت المرجح هو نقصان الأكسجين أو أسباب كيميائية أخرى».
ودعا محفوظ الصيادين إلى تجنب الصيد من هذه المنطقة القريبة من محطة المجاري وهي - بحسب الدراسات - أكثر منطقة تلوثا وهي المنطقة التي ستبدأ فيها عمليات التنظيف.
وعن نوعية الأسماك النافقة قال محفوظ: «النوعية الموجودة هي أسماك الجواف وهو موجود بكمية كبيرة في خليج توبلي، ومهما يكن فسنخاطب إدارة الثروة السمكية لتعطينا تحليلا عن أسباب نفوق الأسماك في المنطقة».
من جهته، أفاد نائب رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية إسماعيل المدني أن مسئولية خليج توبلي تقع على عاتق وزارة الأشغال، مفضلا عدم الخوض في حديث عن الموضوع.
وكان وكيل شئون الأشغال العامة بوزارة الأشغال ورئيس اللجنة التوجيهية المكلفة بإيجاد حل للتلوث البيئي في منطقة خليج توبلي نايف الكلالي قال بعد لقاء جمعه بالخبير العالمي في مجال الحفريات نيك براي في مكتبه بمبنى الوزارة إنهما ناقشا عددا من المقترحات والسبل لتنظيف مياه خليج توبلي من الملوثات. وفي هذا الصدد صرّح الكلالي بأن الاجتماع الذي تمّ عقده مع الشركة الاستشارية المتخصصة في البيئة «بوسفورد هاسكونينغ بيئة الخليج» إلى جانب لقائه براي الذي يعدّ ضمن الخبراء الرائدين عالميا في مجال الحفريات، من مجموعة اتش. آر والينغفورد (H.R Wallingford Group) تأتي مكملة للجهود المبذولة في سبيل تنظيف مياه منطقة خليج توبلي من الملوثات.
وأضاف الكلالي «نحن حريصون كل الحرص على إيجاد الحل لمشكلة التلوث البيئي في منطقة خليج توبلي».
يذكر أن وزارة الأشغال تترأس اللجنة التوجيهية لخليج توبلي، التي تحتضن أعضاء من كبار المسئولين الممثلين عن الشركة الاستشارية المتخصصة في البيئة «بوسفورد هاسكونينغ بيئة الخليج» ووزارة شئون البلديات والزراعة والمجالس البلدية والهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية وشركة نفط البحرين (بابكو) ووزارة الصناعة والتجارة.
أسماك الخليج... صالحة للأكل أم ملوثة؟
وفي الوقت الذي دعا محفوظ إلى عدم الصيد من المنطقة القريبة من محطة المجاري، أكد المدير العام للثروة البحرية جاسم القصير في وقت سابق أن أسماك خليج توبلي صالحة للتناول البشري، ولا يوجد بها أي تسمم نتيجة ما يحدث في الخليج من تلوث أو نقص في الأكسجين مما أدى إلى نفوق بعض الأسماك.
يذكر أن ساحل النبيه صالح شهد أخيرا نفوق عدد كبير من الأسماك ذات نوع الجواف، إضافة إلى وجود أسماك نافقة من نوع الهامور. وأكد بحارة أن هذه الظاهرة الغريبة هي الأول من نوعها إذ إن الأسماك النافقة عادة ما تكون من نوع من الرياش أو من نوع البدح فهذه الأنواع تموت بسبب اشتداد الحرارة.
من جهته، أكد المدني في حديث سابق إلى «الوسط» أن أسباب نفوق الأسماك عموما وليس نفوق الأسماك في ساحل النبيه صالح يرجع إلى عدة أسباب إذ من الممكن أن يكون نتيجة لارتفاع درجة الحرارة أو وجود تغير مفاجئ في درجة الحرارة.
أما بخصوص باقي الأسباب لنفوق الأسماك فأوضح المدني وجود ملوثات كيميائية في البحر يمكن أن تسبب نفوق الأسماك وموت بعض الكائنات البحرية.
وأشار المدني إلى أن هناك ظاهرة تشهدها بعض الدول كدولة الكويت وسلطنة عمان تتسبب في نفوق الأسماك وهي ظاهرة المد الأحمر التي تكون نتيجة لارتفاع درجة الحرارة مع وجود بعض المواد الغذائية مثل الفوسفات وغيرها من المواد التي يستهلكها الإنسان ويرميها في مياه المجاري تسبب نفوق الأسماك إذ هذه العوامل تسبب نمو طحالب تفرز إفرازات حمراء، ومع وجود الطحالب والبكتريا تنتج نوعا من السموم تسبب هذا النفوق، مفصحا عن أن هذه الظاهرة - بحسب علمه - لم تحدث في البحرين إلى الآن.
عوامل من صنع الإنسان وطبيعية تسبب الظاهرة وأضاف نائب رئيس الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية أن «هذه الظاهرة عندما تكون مسببا لنفوق الأسماك فإن التأثير يختلف. فإذا أكل الإنسان الأسماك النافقة فمن الممكن أن يصاب بالتسمم». وأوضح الناشط البيئي غازي المرباطي أن عملية نفوق الأسماك لها سببان الأول علمي، مؤكدا أن «الثروة السمكية» في وقت سابق قدمت دراسة عن خليج توبلي الذي يندرج تحته ساحل النبيه صالح وساحل جرادب تفصح عن أن نسبة الأكسجين التي تحتاج إليها الأسماك معدومة وخصوصا في ساحل النبيه صالح، إلى جانب أن نسبة تعكر ماء البحر مرتفعة بشكل كبير؛ مما يسبب أحيانا عدم قدرة الأحياء البحرية على الرؤية بسبب كثافة التعكير، مبيّنا أن تعكر المياه يكون ناتجا من تداخل عدد كبير من الملوثات في البحر.
وأضاف المرباطي أن «النفوق - بحسب الأسباب العلمية - يمكن أن يكون بسبب ارتفاع نسبة الطين الناتج من عوامل الردم»، مشيرا إلى أن إدارة الثروة السمكية عرضت دراسة أكدت فيها أن الطين الذي يلقى في خليج توبلي يصل سمكه إلى 6 أمتار من مستوى قاع الخليج، موضحا أن المادة الطينية هذه تؤدي إلى حدوث نفوق لدى الأسماك.
وأوضح الناشط البيئي أن الدراسة أثبتت أن نسبة الملوحة في تلك المنطقة في حالة زيادة، منوها إلى أن هذه الدراسة دراسة مستمرة على الخليج. وعن السبب الثاني الذي يؤدي إلى نفوق الأسماك، ذكر المرباطي أن السلوك الخاطئ في الصيد يؤدي إلى موت الأسماك إذ إن بعض الصيادين يستخدم شباك الجرف التي تجرف قاع البحر لصيد الروبيان الذي هو ممنوع خلال هذه الأيام وفي أثناء عملية الصيد تحدث عملية استنزاف مقابل 5 كيلوغرامات روبيان إلى 6 كيلوغرامات يكون مقدار الصيد الجانبي نحو 100 كيلوغرام.
العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ