على هامش المنتدى الإسلامي الدولي الرابع والمقام في دولة الكويت في الفترة من 28إبريل/نيسان إلى 1 مايو/آيار 2008 ، احتضنت الكويت أيضا، وليوم واحد فقط أعمال الملتقى الاقتصادي لسيّدات الأعمال في الدول الإسلامية. وفي كلمتها الافتتاحية أوردت الرئيس التنفيذي للمنتدى، رئيسة مجلس سيّدات الأعمال العرب الشيخة حصة سعد الصباح كلمة مكثفة ألقت من خلالها المزيد من الأضواء على الأوضاع السيئة التي تعيش تحت وطأتها المرأة العربية.
فبعد أن كشفت عن أنّ «نصف سكّان العالم يعيشون على 2 دولار في اليوم، وأنّ ثلثي هؤلاء الفقراء هم من النساء، وأنّ ثلثي الأميين من النساء، وأنّ بطالة النساء هي الأعلى في العالم»، إلتفت نحو العالم العربي كي تنقل أرقام نشرتها منظمة العمل العربية تقر بأن «معدل مشاركة النساء العربيات في أسواق العمل هو الأكثر انخفاضا في العالم» والأسوأ من ذلك والكلام لايزال لتقرير المنطمة أنّ هذه الحالة مقدر لها الاستمرار «نظرا لاستمرار انخفاض نصيب النساء العربيات في سوق العمل». وربطت الصباح بين الظواهر الاجتماعية المتفشية في المنطقة العربية والمشكلات الاقتصادية، حيث ألمحت إلى أنّ «المشاركة المنخفضة نسبيا للمرأة في النشاط الاقتصادي (أدت) إلى كلف ليست اجتماعية فحسب بل اقتصادية أيضا. ففي العام 2003، شكّلت النساء 49في المئة من إجمالي سكّان الدول العربية ولكنهنّ مثلن 28في المئة فقط من القوى العاملة ( قاعدة بيانات منظمة العمل الدولية:2003) وقد أدّى انخفاض معدل مشاركة النساء العربيات في الاقتصاد إلى خفض مستوى الرفاهية لأسرهن. أمّا الأمين العام لمجلس سيّدات الأعمال العرب خيرية الدشتي، فقد حاولت أنْ تساهم كلمتها التقديمية في رسم الإطار العريض لمسار نقاشات الملتقى، فوجدناها تناشد المشاركات أن يضعنَ «فوق طاولة اجتماعاتنا وتحت مجهر عقولنا همومنا المشتركة التي حملناها معنا، مهيئات لحوارات غنية مثمرة تعالجها وتضعها في إطارها الصحيح البعيد عن التشاؤم المُفرط أو التفاؤل غير المبرر، أملا في لقاءات تبلور مشروعات ملموسة قابلة للتحقيق وتحمل في أحشائها كل مقومات النمو والتطور، متطلعات نحو برامج جماعية مشتركة تتضافر فيها الجهود وتنصهر في بوتقتها الإمكانات». وقد انعكس تأثير هذه الكلمة، وكلمة الصباح في التوصيات التي خرج بها الملتقى، والتي كان من بين أهمها:
1 - تشكيل لجنة للتنسيق مع مؤسسسات القطاعين العام والخاص في بلداننا وخصوصا صناديق الاستثمار والتنمية لتفعيل مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في ذكرى الاحتفال بيوم المرأة العالمي لهذا العام كي يكون عاما ” للاستثمار في المرأة والفتاة“.
2 - العمل على تعزيز عضوية المرأة في مجالس إدارات غرف الصناعة والتجارة والاتحادات ذات العلاقة لضمان مشاركة المرأة في صنع القرار الاقتصادي.
3 -العمل على تعزيز عضوية المرأة في مجالس إدارات غرف الصناعة والتجارة والاتحادات ذات العلاقة لضمان مشاركة المرأة في صنع القرار الاقتصادي.
4 - تشجيع الشركات المحلية لتحمل مسئولياتها الاجتماعية، بدعم البرامج والنشاطات التي من شأنها تعزيز دور المرأة الإنتاجي.
5 - مناشدة مؤسسات التمويل والدعم المالي لدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة بناء على جدواها الاقتصادية، من دون التمييز على أساس النوع الاجتماعي.
المرأة البحرينية كان لها حضورها المميّز في ذلك الملتقى، على الصعيدين الكمي والكيفي. فقد شاركت 31 امراة من البحرين مثلن القطاعات المختلفة التي تنشط فيها المرأة البحرينية: سيّدات أعمال ومهنيات وإداريات. كما كان للمرأة الحرينية حضورها المميّز الواضح في جلسات وورش العمل. فقد كانت السيّدة إلهام حسن في الجلسة التي تناولت مجالات الاستثمار، والسيّدة نجاح العالي في تلك التي ناقشت العمل النسائي الريادي. أمّا ورشة عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقد كانت من نصيب السيّدة شيخة الخان. ولم تغب البحرين عن قائمة التوصيات، فقد كانت هناك توصية بشأن «بوابة المرأة»، وهو المشروع التشاركي بين جمعية سيّدة الأعمال البحرينية وشركة النديم لتقنية المعلومات، والذي يحظى برعاية من لدن سيّدة البحرين الأولى الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، حيث أوصى الملتقى بضرورة «إقامة معرض إلكتروني دائم لقصص نجاح سيّدات الأعمال في البلدان العربية والإسلامية، ويكون بمثابة قاعدة بيانات دائمة للمعلومات والأنشطة، والاستفادة من الإمكانات والخبرات التي بحوزة بوابة المرأة وعلى وجه الخصوص تلك الأدلّة والقنوات المشتركة مع مجلس سيّدات الأعمال العرب».
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2064 - الأربعاء 30 أبريل 2008م الموافق 23 ربيع الثاني 1429هـ