على طريقة المثل الشعبي القائل: «يا بخت من وفق بين راسين بالحلال» لوحظ تزايد عدد من القنوات منذ فترة تحت عدة مسميات ذات توجه واحد وإن انتهجت عددا من الأساليب، إلا أن هدفها ومضمونها واحد وأفكارها مكررة بنسخ باهتة.
المضحك في الأمر أن تلك القنوات باتت تلعب دور «الخاطبة» ولربما تلعب دورا آخر في الخفاء لدرجة أن اعتبر الكثيرون أن تلك القنوات ما هي إلا أوكار مقننة لممارسة الدعارة تحت إطار شرعي.
ولن تكون محتاجا إلى أكثر من ربع ساعة لتموت من الضحك على المواصفات التي يرسلها المشتركون في تلك القنوات، كعمر الفتاة ولون شعرها وعينها ودراستها وطولها ووزنها فضلا عن لون بشرتها والكثير الكثير من المواصفات التي أقل ما يمكن أن توصف بالتافهة.
وعلى الطرف الآخر تتفنن المشتركات من النساء هن أيضا في المطالبة بمواصفات فارس الأحلام ابتداء من شكله وعمره ودراسته مرورا براتبه ونوع سيارته وانتهاء بجنسيته.
وصفها البعض بقنوات الدعارة، على حين اعتبرها آخرون بآلية لإيجاد شريك الحياة بطريقة تتزامن مع عصر العولمة وبين شد وجذب لا بد من وجود آلية رقابية على مثل هذه القنوات مادامت أمرا مفروضا على المشاهد.
قنوات الأحلام تلك باتت تبيع سمكا في الماء وبأبخس الأثمان، والملفت فيها أن لكل منها هوية وطائفة وتعرض جميع أنواع الزواج ولك أن تتخيل عمليات العرض والطلب فيها.
العدد 2064 - الأربعاء 30 أبريل 2008م الموافق 23 ربيع الثاني 1429هـ