نقرأ في الصحف هذه الأيام كثرة شكاوى أولياء الأمور الى وزارة التربية والتعليم، عن تطاول المدير والمدرس والمرشد الاجتماعي على ولي الأمر. وقرأنا في أكثر من مناسبة عن مناشدة أولياء الأمور لوزير التربية والتعليم التدخل بمشكلات تعرّض لها أبناؤهم، أو تعرضوا لها أنفسهم من قبل ادارات المدارس.
أسهبت بعض الصحف بمغالاة في عرض المشكلات والتطاول على أولياء الأمور، ولكننا لم نجد من يسهب بالاتجاه المعاكس، أي حقوق المدارس وحرمتها! ولم نلمس من أحد وقفة حق في الصحافة مع الهيئات الادارية والتعليمية في البحرين، الا وزارتها من خلال قسم العلاقات العامة الذي لا يرد الا بعد حين.
يعتبر، للأسف الشديد، تطاول الهيئات الادارية والتعليمية «المزعوم» في بعض الأحيان «مُنكرا» لا يقبله أحد، وتعسفا وضعفا في إدارات المدارس والوزارة، وكذلك أصبح ملاذ ولي الأمر الى الصحف سهلا لتقديم شكواه وإيصالها إلى المسئولين، بغض النظر إن كانت القضية حقيقية أم بها جزء من الحقيقة.
ولكننا لم نجد أحدا في الساحة الصحافية يتناول هموم ادارات المدارس، أو شكوى الهيئات التعليمية ضد أولياء الأمور.
لقد استشرى تهجّم بعض أولياء الأمور وتطاولهم على الهيئات الادارية والتعليمية في المدارس بشكل كبير وملحوظ، وانتشرت جملة «ليس من حقك» في أكثر الأحيان، وكأن المعلم المربي هو الوحيد الذي يجب ألا يخطئ، وهو الوحيد الذي يجب أن يتأسف، وهو الوحيد الذي لا يغتفر خطؤه.
إن هذا الإجحاف في حق الادارة داخل المدارس البحرينية، وإساءة الأدب على من بداخلها، يعتبر انتهاكا لحرمات الصروح الأكاديمية. ولو كانت عند ولي الأمر قضية صعبة أو حساسة، ويظن أن الإدارات لا تتعاون معه، فهناك الكثير من القنوات التي ستستمع له، وستساعده في حل مشكلات ابنه أو ابنته المتعلقة بالمدرسة.
يجب على أولياء الأمور الابتعاد عن التهجم والتجريح سواء باللفظ أو بالفعل، والبعد عن الدونية والسوقية والتهديد في التعامل مع ادارات المدارس ومعلميها، واستخدام أسلوب الحوار الذي عن طريقه يتوصل صاحب المشكلة الى حل لقضيته.
ولقد بادر وزير التربية والتعليم بمبادرة طيبة في تطبيق القوانين الصارمة على من يتطاول على الآخرين - سواء من قبل إدارات المدارس والمعلمين أو من قبل ولي الأمر - وجعلها من أولويات الوزارة، وحث المسئولين للعمل ضمن آليات تعين ادارة المدارس في حفظ حقها، وعدم المساس بحرمتها.
ولكن يدا واحدة لا تصفق، فالكل يجب أن يشارك في عدم التطاول وعدم التعرّض باللفظ أو الفعل كما قلنا آنفا، وولي الأمر عليه أن يحسن التصرف، وأن يفهم المشكلة ويعالجها بطريقة صحيحة، تحفظ له ولابنه ولمدير ومعلم ابنه الكرامة، وألاّ يتسرع في الاستماع إلى طرف واحد، بل عليه أن يكون حلقة مكمّلة للمدرسة، فالبيت والمدرسة قناتان لمنبع واحد هو مصلحة الأبناء.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2063 - الثلثاء 29 أبريل 2008م الموافق 22 ربيع الثاني 1429هـ