قال رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة: «إن للمواطن على وطنه ومجتمعه وشعبه وأمته حقوقا، من أهمها: المساواة وانتفاء التمييز في الحقوق بسبب اللون أو الطبقة أو الاعتقاد والتكافل الاجتماعي الذي يجعل الأمة جسدا واحدا والشعب كيانا مترابطا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد الواحد بالتكافل والتضامن والتساند والإنقاذ».
وانطلقت صباح أمس (الثلثاء) ندوة «المواطنة... حقوق وواجبات»، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وذلك بتنظيم من المجلس الأعلى في فندق كراون بلازا.
وافتتح الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة فعاليات الندوة بإلقاء كلمة تحدث فيها عن مفهوم المواطنة وكيفية تعزيز المفهوم لدى جميع أفراد المجتمع وفئاته، قائلا: «إن كلمة الوطن لها حرمتها وإيحاؤها ووقعها على النفوس». وأضاف أن المواطنة انتماء والتزام، وحقوق وواجبات ومسئوليات، إذ إن المواطنة تعني التوافق والتفاعل بين المواطن ووطنه، فلابد لقيام المواطنة من أن يكون انتماء المواطن وولاؤه كاملين للوطن بحيث يحترم هويته ويؤمن بها وينتمي إليها ويدافع عنها بكل ما في عناصر هذه الهوية من ثوابت الدين واللغة والتاريخ والقيم والآداب العامة وكذلك الأرض التي تمثل وعاء الهوية والمواطنين.
النشمي: واجب الدولة رعاية المواطن والمقيم
بعد ذلك، ألقى الشيخ عجيل النشمي من دولة الكويت كلمة ضيوف الندوة التي أوضح خلالها أن الدولة صاحبة السيادة يربطها وشعبها عقد الولاء والسيادة، فواجب الدولة رعاية مواطنيها ومن هو مقيم على أرضها، ويقابل هذا الواجب على الدولة حقوق لها على مواطنيها ومن يقيم على أرضها وهو الالتزام باحترام النظم والقوانين والعمل الإيجابي في غرس مفاهيم الوطنية ونبذ العصبية أيا كان نوعها مما يعكر صفاء العلاقات ويورث الخلاف والفرقة وهما أسرع طريق لانهيار الدول، إذ إن الدول تنهار من أمراضها الداخلية لا من الأخطار الخارجية.
نظرات للحق والواجب
وبدأت الجلسة الأولى فور الانتهاء من فعاليات حفل الافتتاح برئاسة مستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية نائب رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية محمدعلي الشيخ منصور الستري، فركز الشيخ عبداللطيف االمحمود على ثلاث نظرات للحق والواجب بين الوطن والمواطن أولها من رؤية أبي الحسن الماوردي، والثانية من رؤية الفقيه أبوعبدالله بن الأزرق قاضي غرناطة ووزيرها وسفيرها، والثالثة رؤية حديثة تمثل جانبا من التغير الحضاري لحقوق الوطن على مواطنيه وحقوق المواطنين على الوطن من خلال دستور مملكة البحرين الصادر العام 2002.
وتناول المنتدون في الجلسة الثانية محور المواطنة بين التأصيل الشرعي وتعدد الولاءات الدينية والطائفية والعرقية، من خلال التفصيل في مسألة علاقة الوطنية بالإسلام، ووطنية المسلم في البلاد غير الإسلامية وتأصيل معنى المواطنة والوطنية وبيان المواطنة في القرآن والسنة ومدى قوة الولاء للوطن في النصوص الشرعية والتطبيقات النبوية للوطن. ورفع المنتدون الالتباس الشرعي عن بعض قضايا الوطنية ومنها مسألة تحية العلم وموسيقى الجيش والقيام عند السلام الوطني، ومسألة ارتباط الشهادة بالنية عند الموت دفاعا عن الوطن.
جدير بالذكر أن ندوة «المواطنة حقوق وواجبات» التي امتدت جلساتها طوال يوم أمس تستهدف الأئمة والخطباء والوعاظ، إلى جانب فئة الشباب الذين يعتبرون ركيزة هذا المجتمع، وكذلك التربويين المعنيين بتدريس مادة المواطنة في مدارس وزارة التربية والتعليم.
العدد 2063 - الثلثاء 29 أبريل 2008م الموافق 22 ربيع الثاني 1429هـ
موووووووووووزة
شكرا على هذا المقال