ينظم قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام مهرجان التراث السادس عشر الذي يقام هذا العام تحت عنوان «الطيب والعطور التقليدية»، وذلك تحت رعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في الفترة 5 - 11 مايو/ أيار المقبل بالقرية التراثية بمتحف البحرين الوطني.
وصرّحت الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بأن مهرجان التراث يشكل أحد أهم الفعاليات التي ينظمها القطاع في إطار خطة متكاملة لدعم التراث البحريني والمحافظة عليه، مؤكدا أن «اهتمام عاهل البلاد بهذا المهرجان يأتي من حرص جلالته على توجيه القائمين على المهرجان باختيار الموضوعات التي تكرّس الماضي الجميل لدى الأجيال الجديدة، وتعريفهم بالحياة التي عاشها الآباء والأجداد من قبل».
وأضافت أن «المهرجان وعلى مدى السنوات الماضية ترجم عناوين تراثية عدة، ويأتي هذا العام ليسلط الضوء على موضوع جديد وهو الطيب والعطور في البحرين نظرا لما لهذه الحرفة التراثية من أهمية في التراث البحريني ودورها في الماضي والحاضر وما يمكن أن يتحقق لها في المستقبل من خلال التركيز على هذه الحرفة، والعمل على تطويرها لتشكل صناعة تقليدية مهمة تحتل موقعا متميزا على خريطة الاقتصاد المحلي».
ولفتت إلى أن المهرجان من شأنه أن يخدم الثقافة الشعبية في البحرين نظرا لحرص القطاع على توثيق أدوات ومعطيات التراث وقيمه من خلال الفعاليات التي يجري تنفيذها ضمن برنامج المهرجان السنوي، وهذا من شأنه أن يفتح الأبواب للجمهور في البحرين للتعرف على جوانب مهمة من التراث البحريني، وأن يمد الجسور مع الأجيال اللاحقة.
من جانبه، ذكر مدير المهرجان إبراهيم سند أن المهرجان يضم العديد من الفعاليات المهمة التي تترجم بشكل حقيقي عنوان مهرجان هذا العام «الطيب والعطور التقليدية»، مؤكدا أن المهرجان يحمل رسالة واضحة للزوار وبشكل خاص الجيل الجديد من الطلبة والطالبات في المدارس والجامعات للاستفادة من التراث البحريني الغني الزاخر بالقيم والمفاهيم والحرف الصالحة لكل زمان ومكان التي يمكنها أن تفتح أمامهم مجالات مهنية جديدة ومتطورة.
وأضاف سند أن اللجنة المختصة قامت بتخصيص موقع متكامل في القرية التراثية للحرفيين البحرينيين الذين يمارسون مهنة إعداد العطور التقليدية للتعريف بشكل مباشر للجمهور بهذه الحرفة، لافتا إلى أن البحرين من الدول العريقة في إنتاج وصناعة العطور والبخور والطيب وهناك نماذج نجاح واضحة في المجتمع البحريني منها الأسر المنتجة والحرفيون وكذلك كبار التجار والمحال التجارية في البحرين الذين وصل إنتاجهم في مجال العطور لمختلف دول العالم.
وذكر أن المهرجان يأتي ليعزز هذه الصناعة ويحتفي بالمنتج المحلي ويعلي من شأن الثقافة الشعبية لكونها اليوم مصدرا مهما للدخل، موضحا أن هذه الحرف لها أن تتطور وتشكل مصانع إنتاجية كبيرة وأن تجد لها سوقا كبيرا لتسويق منتجاتهم.
وقال إن المهرجان تم تقسيمه إلى أقسام حيث قسم التعليم الذي يعنى بتعليم كيفية إعداد العطور وقسم الحرف الشعبية والصناعات التقليدية وقسم للمأكولات الشعبية، وقسم آخر ينطلق من خلاله الغناء الشعبي الذي سيأخذ شكلا مختلفا هذا العام حيث تم التركيز على الغناء النسائي، إذ ستؤدي الفرق النسائية العديد من الفقرات الشعبية المتعارف عليها في الفنون التقليدية في البحرين.
وعن الجديد في مهرجان هذا العام فهو مشاركة سفارات دول الخليج العاملة في البحرين ومنها المملكة العربية السعودية، دولة قطر، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان ودولة الكويت إذ إن هذه الدول لديها تاريخ طويل في صناعة العطور. وأشار سند إلى كتيب المهرجان التي يضم مادة علمية دسمة عن العطورات التقليدية في البحرين لكونها جمعت ميدانيا حيث سيتم توزيعه يوم المهرجان.
العدد 2062 - الإثنين 28 أبريل 2008م الموافق 21 ربيع الثاني 1429هـ