وصل رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أمس دولة الكويت للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع.
و التقى عددا من أفراد العائلة الحاكمة وكبار الشخصيات الكويتية واستعرض معهم العلاقات الأخوية، مؤكدا أن «البحرين والكويت كانتا ولاتزالان جسدا واحدا ».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لدى وصوله إلى الكويت
رئيس الوزراء: الظروف العالمية تفرض تعاونا إسلاميا تنمويا
المنامة - بنا
صرح رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لدى وصوله إلى دولة الكويت للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع من 29 أبريل/ نيسان الجاري حتى 1 مايو/ أيار المقبل تحت رعاية أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بأن «الظروف العالمية تفرض تعاونا إسلاميا أكبر للتعامل الأمثل مع التحديات»، مشيرا إلى أن «المنتدى سيكون فرصة للتباحث مع الدول المشاركة في الآليات الكفيلة بتعزيز المشاركة الإسلامية في التنمية الدولية».
ونوّه سموه إلى أن «المنتدى يكتسب أهمية بالغة من منطلق أنه يعقد في دولة يشهد لها بمشاركتها الفاعلة في المسيرة التنموية الدولية».
وبيّن رئيس الوزراء أن «زيارتنا الكويت تعد فرصة لنقل تحيات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتباحث مع القيادة الكويتية في السبل الكفيلة بتعميق العلاقات؛ بما يساهم في الدفع قدما بمسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي ويفتح مجالات جديدة للتعاون الخليجي».
... ويتلقى شكر «التربية» لزيادة المنح والبعثات
تلقى رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة برقية شكر من جمعية التربية الإسلامية رفعت فيها الشكر والتقدير والامتنان لسموه على توجيهاته بزيادة المنح والبعثات الدراسية لطلاب المعهد الديني، وسرعة طرح الرمل البحري بالأسواق بسعر 3 دنانير للمتر المكعب، سائلة المولى العلي القدير أن يحفظ سمو رئيس الوزراء ويرعاه ويمتعه بموفور الصحة والسعادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... وفي حديثه إلى صحيفة «الصباح» الكويتية... رئيس الوزراء:
عدم استفادة المواطنين من برامج التنمية ستظل مجرد أرقام وإحصاءات
أكد رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أن العلاقة بين الاستقرار الأمني والازدهار الاقتصادي علاقة شرطية ولا يمكن لأحدهما أن يتحقق دون الآخر، مشيرا الى أن المواطن إذا لم يشعر ببرامج وخطط التنمية ولم يستفد منها فإنها ستظل مجرد أرقام في الموازنات والإحصاءات.
وقال سموه في حديث أجراه مع صحيفة «الصباح» الكويتية إن البحرين تشهد استقرارا أمنيا لا يعكر صفوها إلا التصرفات غير المسئولة، فيما أكد أن إزالة تحديات تحقيق التكامل الخليجي كفيلة برفاهية الشعوب، وهو الأمر الذي يتمنى مناقشته في القمة الخليجية التشاورية التي ستعقد في المملكة العربية السعودية الشهر المقبل.
وشدد رئيس الوزراء بعمق العلاقات البحرينية الكويتية، قائلا إنها «علاقات مميزة، وهي أكبر وأعمق من أن نختزل تاريخها الطويل في بضع كلمات فقد أسسها الآباء والأجداد وأسهم التقارب والتواصل المستمر بين القيادتين والشعبين في ترسيخها وزيادة قوتها ومتانتها».
وقال سموه في حديثه الصحافي تزامنا مع زيارة سموه لدولة الكويت للمشاركة في فعاليات المنتدى الاقتصادي الإسلامي الدولي الرابع الذي يبدأ أعماله بالكويت اليوم «إن الكويت كانت ولا تزال عونا وسندا للبحرين».
وأضاف سموه أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يشكل ركنا بارزا وأساسيا في علاقاتهما، إذ تشهد حركة التبادل التجاري بين البحرين والكويت نموا ملحوظا، كما تتزايد الاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال بشكل كبير، مشددا على حرص البلدين على إزالة كافة المعوقات أمام حركة تدفق الاستثمارات.
وفيما يتعلق بأبرز الخطط المستقبلية للنهوض بالاقتصاد البحريني، قال سموه «نحن نسعى دائما لتنمية مصادر دخلنا، باستحداث برامج وخطط قصيرة وطويلة المدى لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، ولهذا تبنينا نموذجا اقتصاديا يستهدف تحويل المملكة إلى مركز مالي ومصرفي عالمي، وقمنا بوضع التشريعات والقوانين التي تدعم هذا المركز وتوفر له بيئة العمل المناسبة، وتكفل الحرية الاقتصادية، وهو ما أثمر بشكل كبير في نجاح المملكة في جذب للاستثمارات الأجنبية بمختلف أنواعها».
وأضاف انه «في مسيرة عملنا بهذا الاتجاه أكدنا على ضرورة أن تكون جميع الخطط والاستراتجيات الاقتصادية، التي يتم تطبيقها قابلة للاستمرار وتتسم بالمرونة وبما يضمن مراجعتها ذاتيا، لتحقيق الهدف المنشود من ورائها».
وجدد سموه التأكيد على أن الحكومة ستسمر في تنفيذ ما بدأته بالتعاون والتنسيق مع مجلس التنمية الاقتصادية الذي يقوده سمو ولي العهد سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، بما يسهم في التطور الاقتصادي، ويحقق المزيد من معدلات النمو.
وقال سموه «لقد استطعنا بعون الله وتوفيقه، ومن خلال خطط طموحة، تحويل البحرين إلى مركز مالي مصرفي عالمي، بعد أن أنشأنا البنية التحتية اللازمة، ووضعنا القواعد القانونية والتشريعية الملائمة، مما شجع المؤسسات المالية والمصرفية على اختيار البحرين مقرا رئيسيا لأنشطتها، وأصبح لدينا الآن أكثر من 400 مؤسسة مالية ومصرفية وشركة تأمين، يعمل فيها ما يزيد على عشرة آلاف من أبناء البحرين، فضلا عن أن البحرين هي المركز الرئيسي لقطاع المصارف الإسلامية».
وأضاف «لقد حرصنا على تطوير كفاءاتنا البحرينية المتميزة في هذا المجال، ولدينا الكثير من المشروعات التدريبية والتطويرية لتأهيل المزيد من الأجيال الشابة للعمل في القطاع المصرفي، كما أننا نقوم بعملية مراجعة مستمرة للتشريعات والقوانين بما يتناسب مع أحدث المتغيرات العالمية».
وأكد سموه أن «كل ما تقوم به الحكومة وكل ما تبذله من جهود يستهدف في المقام الأول توفير كل الظروف للارتقاء بالأوضاع والمستويات المعيشية للمواطنين، موضحا أن كل الخطط موجهة إلى تحقيق رفاهية المواطن البحريني، باعتباره هدف التنمية وغايتها، ونحن ندرك أن المواطن إذا لم يشعر ببرامج وخطط التنمية ولم يستفد منها فإنها ستظل مجرد أرقام في الموازنات والإحصاءات».
وأكد سموه أن الحكومة تتعاون مع السلطة التشريعية لوضع القوانين والتشريعات التي تكفل وتضمن تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، قائلا:» نؤمن إيمانا راسخا بأن التنمية الشاملة، لن تتحقق ما لم يكن الإنسان عنصرا رئيسيا فيها، وهو ما لن يتحقق بدوره، إذا لم يتمتع هذا الإنسان بالمستوى المعيشي اللائق والمناسب، الذي يدفعه إلى المزيد من الإنتاج والعطاء للوطن».
وأضاف ان «ما تشهده بلادنا هذه الأيام من نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة، هو استكمال لما تحقق في السابق، فنحن نبني ونضيف إلى ما سبقنا إليه الرواد من الأجداد والآباء، وما يتحقق الآن يأتي، بعزم وإصرار من عاهل البلاد وتطلعه إلى بناء بحرين حديثة وعصرية على كافة المستويات».
ونوه سمو رئيس الوزراء بأن الحكومة تتبني نهجا اقتصاديا عصريا، يضع الخطط والاستراتجيات وينفذها على أرض الواقع، مؤكدا أن الجهود لن تتوقف عند حدود ما وصلنا إليه حاليا بل نتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاحات لصالح وطننا وشعبنا، ونثق في أننا سنصل إلى ما نصبو إليه بالإرادة والكفاءات الخلاقة، القادرة على تحقيق الكثير، فالتنمية كما يعلم الجميع هي عملية تراكمية ومتواصلة.
وأكد سموه أهمية أن تتحرك دول المنطقة سريعا لتطوير اقتصادياتها وتنويع مصادر دخلها من أجل مواجهة ذلك التحدي، وأن تواصل ما بدأته من مشروعات تنموية، وتوجه المزيد من العوائد النفطية للمشروعات لاسيما المنتجة منها، وأن يكون هناك المزيد من التنسيق لإقامة المشروعات المشتركة، فالتحدي كبير، لكن الرؤية الصحيحة تجعلنا أكثر قدرة على تجاوز أكبر الصعوبات.
وأضاف «نحن نثق في أن التكامل الخليجي يعد مسألة مصيرية لدول مجلس التعاون، والعالم كله يتجه الآن إلى التكتلات الاقتصادية باعتبارها الخيار الأول للجميع في الشرق والغرب، لدعم التنمية الشاملة، وقد قطعت دول المجلس شوطا لا بأس به في هذا المجال، وحققت خطوة رائدة وهامة ونقلة نوعية في العمل المشترك، ببدء تطبيق السوق الخليجية المشتركة مطلع العام الجاري، ونتطلع بتفاؤل إلى استكمال بقية الخطوات التي تحقق المزيد من الاندماج والتكامل بين دولنا، من أجل صالح وخير شعوبنا، التي تستحق منا الكثير».
العدد 2062 - الإثنين 28 أبريل 2008م الموافق 21 ربيع الثاني 1429هـ