توالت الردود عبر البريد الالكتروني وعبر موقعنا في صحيفة «الوسط»، بشأن مشكلة دخول المراهقين والمراهقات إلى بعض «المراقص الليلية»، وتفاعل الكثير من الناس مع هذه القضية؛ بسبب ما لمسوه من أهمية حماية الأبناء من دخول بعض الأماكن التي لا تناسب سنَّهم وقيمهم وعادتهم.
كتب الأخ بوأحمد معقبا على ما ذكرناه في المقال السابق، ونوه إلى خطورة الوضع، وقال: «الأخت مريم/ كل ما ذكرته جميل ووضعت يدك على مشكلة حقيقية، ولكننا نسأل إذا كان من الواجب على الآباء مراقبة أبنائهم من هذه المراقص وأماكن الفجور؟ ألا يجب على الدولة ممثلة بوزارة السياحة أو أية جهة مناط بها هذه الأماكن مراقبة الجميع؟ كما نسأل: لماذا هذه المراقص موجودة في الأساس في دولة اسلامية 100 في المئة كالبحرين التي وصفت عبر العصور بأنها دار للمؤمنين؟ فالمراقبة مطلوبة ولكن الأولى إزالة تلك المراقص من الأساس، فلا تدفع الناس في الماء وتقول لهم إياك إياك أن تبتل بالماء، أو تقرب النار للصغير وتقول له لا تحرق نفسك، فأبعد المسببات لكي لا تجلب المشكلات لك ولغيرك».
كذلك ذكر أخ آخر اسمه بومحمد معاناته التي تتلخص في أهمية مراقبة الآباء لأبنائهم في كل الأوقات، ولكن الظروف الحياتية التي يعيشونها كالعمل خارج المنزل من قبل الوالدين، تفرض نوعا من الصعوبة في اكتشاف الأخطار مبكرا.
وكتبت الأخت هدى تعليقا قالت فيه: «نطالب الدولة بتكثيف الحملات التفتيشية على هذا النوع من المراقص، المنتشرة وبكثرة في البحرين، فأنا كانت عندي ابنة فقدتها بسبب هذا النوع من الأوكار».
وعلقت الأخت قمر عالي على حماية المراهقين، وبينت أن هذا الوتر الاجتماعي مؤلم في الأسرة، وقالت: «أنا لا أتحفّظ على الكبار، فهم مسئولون عن تصرفاتهم، وان كنت تجدين المراقص مضيعة للوقت، فآخرون يجدونها نوعا من إزاحة الهموم عنهم، ولكن أعتقد أن وجود مراهقين ومراهقات في مرقص ليلي يعتبر صورة غير حضارية للبحرين، والتي على رغم تنوع ثقافاتها فإن هناك اتفاقا على رفض دخول المراهقين في المراقص».
أما الأخت الكريمة سارة فعلقت على الموضوع باقتباس من مقالنا السابق بشأن افتقادنا لدور وزارة الداخلية بالتعاون مع إدارة السياحة لضبط المخالفين من أصحاب المراقص، وقالت: «إن وزارة الداخلية هي أول من يجب عليه التحرك في هذا الموضوع، وعلى كل فرد منهم مزاولة عمله بشكل جيد لكي يحصل على النتائج المرجوة».
أما الأخ «صاحب مرقص»، فقال: «شكرا على المقال وإن كنت لا أوافقك الرأي، إنك أثرت نقطة تحفظ لنا حقوقنا أيضا، فأصحاب المراقص ليسوا طبقة دونية كما تظنين، إننا أناس محترمون في الدولة، ونساعد الزبون في المرح، وتغيير الجو من الروتين، والبحرين بلد منفتح، ووجود مراهقين يضر بسمعتنا، فنتمنى أن يقرأ المراهقون والمراهقات المقال، وإدارات المراقص لا تريد مشكلات يا أستاذة، فلماذا نضع علامة استفهام على أماكن رزقنا؟».
الأخت أم وسام عبرت عن حماية المراهقين من الأخطار الاجتماعية ببيت شعر يقول:
إني بليت بأربع ما سلطوا إلا لأجل تعاستي وشقائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي
من جهة أخرى، كتب «تائب» كلمات مؤثرة في هذا الشأن، وقال: «لقد كنت يوما من مرتادي هذه المراقص والعياذ بالله، وأعرف جيدا ما يدور بها من مصائب غير الرقص، فتعليقي عليها من مجرب عصى ربه في هذه الأماكن، ولكن أحمد الله وأشكر فضله في تنوير عقلي وإنقاذي من التمادي في المعصية، وأسأله تعالى الرحمة والغفران، كما أسأله جلت قدرته الهداية لأصحاب هذه الأماكن - ولا أقول مرتاديها - ففي هدايتهم إنقاذ للآلاف من مرتادي هذه المراقص. ولا أستطيع أن أضيف شيئا على تعليق الأخ بوأحمد جزاه الله خيرا، وأضم صوتي إلى صوته وأتساءل: لماذا وجود هذه المراقص والملاهي الليلية أصلا في بلاد إسلامية؟ ولماذا نطلب من إدارات هذه المراقص منع دخول المراهقين إليها بدل محاسبة من أجاز ورخص بفتحها؟ والمضحك المبكي ما ذكره الأخ (صاحب مرقص) حين عاتب الكاتبة لأنها حاربت (أماكن رزقنا)»!
بعد هذه التعقيبات نتمنى من المسئولين في الدولة تعميق دور الأسرة وتوجيه القيادات الشعبية الكارزمية ورجال الدين، مخاطبة أولياء الأمور بالاهتمام بالشبيبة، وتكثيف الجهود من خلال آليات معينة في كشف بعض المتجاوزين من أصحاب المراقص، حتى نحمي مراهقينا ومراهقاتنا من بعض الأخطار الاجتماعية المصوبة نحوهم.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2060 - السبت 26 أبريل 2008م الموافق 19 ربيع الثاني 1429هـ