نعمت البحرين خلال الأيام الماضي بأنشطة أسبوع الإنترنت الذي يأتي جزءا من أسبوع الإنترنت الخليجي 2008. ترعى وزارة الصناعة والتجارة تلك الأنشطة، وتتولى جمعية البحرين للإنترنت، بالتعاون مع الوزارة تنفيذ برامجها، والتي من ضمنها محاضرات مكثفة عن الأوجه المختلفة لاستخدامات الإنترنت، والتي كان موضوعها لهذا العام « من أجل استخدام آمن للإنترنت».
وإنْ كان لنا من قول كلمة هنا، فلابدّ من أنْ نسجل من خلال متابعتنا لتلك الفعاليات تحية خاصة لجمعية البحرين للإنترنت، التي نجحت من خلال العروض التي قدمتها في إلقاء المزيد من الأضواء على الإنترنت كقناة اتصال وتواصل ضرورية، لا يمكن الاستغناء عنها، لكن في الوقت ذاته، لابدّ لنا من التحكم فيها من أجل استخدام أفضل لها.
في خضم فعاليات هذا الأسبوع، أفادت تقارير نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية بأنّ الصين باتت الآنَ تحتل رأس قائمة دول العالم في مجال عدد مستخدمي الإنترنت الذين بلغ عددهم فيها 221 مليون شخص في شهر فبراير/شباط 2008. ونقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» عن مسئولين في «مركز الصين لمعلومات الإنترنت» قولهم إنّ عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في البلاد فاق الرقم المسجل في الولايات المتحدة في نفس الفترة. كما نقلت الوكالة عن وزارة الإعلام الصينية قولها: «رغم التزايد السريع في عدد مستخدمي الإنترنت، إلا أنّ نسبة المستخدمين بالنسبة إلى العدد الإجمالي للسكّان ما زال أدنى من المعدل العالمي في هذا المجال.» يُذكر أنّ المعدل المسجل لمستخدمي الإنترنت في الصين قياسا بالرقم الإجمالي للسكّان بلغ 16 في المئة نهاية العام الماضي، مقارنة بالمعدل العالمي الذي سجل نسبة 19.1 في المئة خلال الفترة نفسها.
على نحو موازٍ، اظهر استطلاع حديث للرأي العام أجرته شركة آي بي إم (IBM ) تراجع الدور التقليدي للتلفزيون في عالم صناعة الإعلام حيث أفاد 19 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يقضون 6 ساعات في اليوم أمام أجهزة الكمبيوتر مقارنة بـ 8 في المئة ممن لا يزالون يفضلون التلفزيون.
ووفقا لما ذكره راديو سوا، أشارت الدراسة إلى تنامي الاعتماد على شبكة الإنترنت لمشاهدة الفيديو حيث قال 67في المئة من الذين استطلعت آراؤهم إنهم يشاهدون مقاطع الفيديو على الإنترنت.
تقرير حديث صادر عن من مكتب الأمم المتحدة للتنمية (التنمية البشرية لعام 2007 2008) في أبوظبي بثه موقع مكتوب الإلكتروني يقول: إنّ الكويت قد احتلت «المركز الثاني عربيا من حيث عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في كل ألف نسمة، بعد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح التقرير « أنّ الإمارات جاءت الأولى عربيا في مجال الشبكة العنكبوتية وبمجموع 308 مستخدمين من كل ألف نسمة بينما جاءت الكويت في المركز الثاني بـ 276 مستخدما ثم قطر بـ 269 مستخدما فالبحرين بـ 213 ثم لبنان في المركز الخامس بـ 196 .
ولا يقف التقرير هنا بل يمضي متحدثا عن البحرين فيشير إلى أنّ البحرين قد احتلت المركز الأوّل من حيث استخدام الهاتف الجوّال ثم الإمارات.
في هذا الوقت أشارتْ دراسة للاتحاد الأوروبي نشرت الجمعة 18-4-2008، وبثها موقع محطة إرسال «العربية» إلى أن نحو « 80 في المئة من متصفحي الإنترنت بالاتحاد الأوروبي لديهم الآن نظام الاتصال السريع واسع النطاق لكن نحو 40 في المئة من مواطني الاتحاد الأوروبي ما زالوا لا يستخدمون الإنترنت على الإطلاق».
إن كان لنا أن نقرأ تلك الأرقام الخاصة بالبحرين قراءة تفاؤلية، فمن الطبيعي أنْ تنتابنا نشوة الإنجاز، حيث تتقدم البحرين الصفوف سواء في استخدام الإنترنت أو الهاتف الجوّال. لكن إن كنا نريد أنْ نقرأ تلك الأرقام قراءة موضوعية، فمن الطبيعي أن نتوقف عند التساؤلات التالية بشأن سوق الإنترنت في البحرين:
- لماذا تفتقد جمعية الإنترنت أدنى أشكال الدعم المطلوب من المؤسسات ذات العلاقة سواء كان ذلك في القطاع الخاص أم في الدولة، إلى درجة أنها اضطرت إلى إخلاء مقرها من أجل الاقتصاد في النفقات، رغم كل الإسهامات التي قامت بها خلال الأعوام القصيرة من حياتها، والتي يشهد لها الجميع بها.
- لماذا سبقنا الآخرون، على المستوى الخليجي على الأقل، في حين كانت البحرين من الدول السبّاقة في إدخال خدمات البحرين؟ لاتزال الأسعار باهضة ... والخدمات محدودة، ولا نقول رديئة .... والانتشار دون الطموح.
- ما هي النسبة التي تحظى بها حصة إعداد المهارات المهنية المحلية التي تكفلت بها المؤسسات والهيئات ذات العلاقة من الاستراتيجية الوطنية الكاملة لتهيئة المهارات كي تمارس دورها في تلبية حاجة الأسواق المحلية والإقليمية؟
- متى ستلج البحرين حلبة صناعة الإنترنت بدلا من استمرار بقائها في دائرة المستخدمة والمستهلكة فحسب؟
تساؤلات نطرحها أمام من يهمهم أمر البحرين في سوق المعلومات والاتصالات ... وإلى أنّ يتلقى المواطن الإجابات الصحيحة بشأنها، لا نملك إلا أنْ نواصل «رفع القبعة» كما يقول الفرنسيين أمام جمعية الإنترنت التي لا يستطيع، إلاّ الجاحد، أنْ ينكر مساهماتها.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2059 - الجمعة 25 أبريل 2008م الموافق 18 ربيع الثاني 1429هـ