العدد 2059 - الجمعة 25 أبريل 2008م الموافق 18 ربيع الثاني 1429هـ

«أورام المبيض» الأكثر انتشارا بين النساء في البحرين

لعل أبرز ما يميز هذا العصر الانتشار غير الطبيعي لأمراض السرطان بأنواعها بين مختلف المراحل العمرية، ونسلط الضوء على الأورام النسائية وخصوصا الأنواع الأكثر انتشارا من خلال لقائنا استشارية أمراض النساء والولادة وجراحة الأورام النسائية في مجمع السلمانية الطبي وفاء أجور، ودار معها الحوار الآتي:

ما هي أنواع الأورام التي تصيب المرأة؟ وما أكثرها انتشارا؟

- هناك عدة أنواع من الأورام النسائية منها سرطان عنق الرحم وأورام المبايض وأورام الرحم وهناك حالات نادرة مثل أورام المهبل والفرج، وتعتبر أورام المبيض الأكثر انتشارا بين النساء في البحرين بحسب آخر إحصاءات الوزارة، ويقوم مكتب تسجيل الأورام بوزارة الصحة بتحديث إحصاءاته بشأن معدلات الإصابة بمختلف أنواع الأورام.

ما أسباب الإصابة بأورام المبيض؟

- في البداية يشكل سرطان المبيض أكثر أنواع سرطانات الجهاز التناسلي شيوعا عند المرأة وأكثرهم سببا للوفاة وخصوصا إذا تم اكتشافه في مراحل متأخرة، في الولايات المتحدة وحدها يتم اكتشاف أكثر من 25 ألف امرأة سنويا مصابة به، وتشير الإحصاءات ذاتها إلى تزايد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة به نتيجة عدم وجود وسائل الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان لذلك معظم الحالات تخضع للعلاج وهي في مراحل متقدمة من المرض. وتشمل عوامل الخطورة للإصابة بسرطان المبيض العامل الوراثي وخصوصا من أقارب الدرجة الأولى والتقدم في العمر واستخدام العلاجات المنشطة للحمل لعلاج حالات العقم، واستعمال حبوب منع الحمل والتغير الجيني في الجين المثبط للورم، وحدوث الدورة الشهرية في سن مبكرة وتأخر انقطاعها، في حين أن استئصال المبيض واستخدام حبوب منع الحمل ساهما في تخفيض نسبة الإصابة بسرطان المبيض، وتتمثل أعراضه في القيء واللوعة وألم وانتفاخ في البطن وضعف الوزن وهزال عام وغالبا ما يصيب الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاما إلا أن هناك أنواعا أخرى من سرطان المبيض تصيب النساء في العشرينات والثلاثينات.

ما هي أنواع سرطان المبيض؟

- هناك ثلاثة أنواع من سرطان المبيض النوع الأول يتمثل في سرطان المبيض وحده، وفي النوع الثاني يترافق سرطان المبيض مع الإصابة بسرطان الثدي وفي النوع الثالث يترافق سرطان المبيض مع سرطان القولون، ويعتبر النوع الثاني الأكثر انتشارا.

كيف يتم العلاج؟

- يعتمد العلاج على حالة المريضة وما إذا كانت قد أكملت إنجاب أبنائها أم لا، ويعتمد العلاج أيضا على مرحلة الورم ونوعه، إذ تحتاج المريضة إلى إجراء العملية والتشخيص المخبري ويتم على أساسه تحديد حاجة المريضة للعلاج الكيماوي بعد العملية، وعموما أفضل علاج لأورام المبيض هو استئصال المبيض مع الورم كله والغشاء الدهني وأخذ عينات من الغشاء الدهني البريتوني والسائل البريتوني مع احتمال استئصال الزائدة الدودية، وبعدها يتم إرساله للمختبر للتشخيص وتحديد نوع الورم، وتحديد حاجة المريضة إلى علاج تكميلي بالعلاج الكيماوي.

هل هناك فحص للكشف المبكر عن أورام المبيض؟

- هناك فحص دم لهرمون الأورام مع إجراء أشعة فوق الصوتية للحالات التي تتوافر فيها عوامل الخطورة وخصوصا النساء المصابة بالمرض بصورة وراثية، وهذا حاليا الوحيد المتوافر للتشخيص على رغم عدم دقة هذه الوسائل في الكشف المبكر لاكتشاف أورام المبايض فهذه الوسائل غير مفيدة بصورة كبيرة، لذلك معظم الحالات الخبيثة يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة.

ماذا عن سرطان الرحم؟

- تتمثل أعراض سرطان الرحم في نزيف غير طبيعي وخصوصا بعد انقطاع الدورة وهذه أول علامة تجعل الاكتشاف مبكرا مع احتمال حدوث آلام في البطن، وأية امرأة تتعرض لهذه الأعراض لابد أن تتجه للفحص مباشرة عند الطبيبة المختصة، ويعتمد العلاج على درجة أو مرحلة الورم، في المراحل المبكرة العلاج الأمثل يتم بالجراحة واستئصال الرحم والمبايض والغدد الليمفاوية، وفي المراحل المتأخرة يحتاج إلى علاج إشعاعي، وتحتاج المريضة للمكوث في المستشفى نحو ستة أيام بعد إجراء العملية، والمتابعة مع الطبيبة المشرفة عليها بعد أسبوعين من إجراء العملية للتأكد من الفحص المخبري للورم وعلى أساسها يتم تحديد مدى حاجة الحالة إلى العلاج التكميلي مثل العلاج بالأشعة بعد العملية والاطمئنان على الجرح.

هل هناك إحصاءات عن معدل الإصابة في البحرين؟

- بلغ معدل الإصابة بسرطان الرحم في البحرين 5.5 لكل 100 ألف امرأة بحسب إحصاءات الوزارة للعام 2004 ، بعد أن كان المعدل في العام 1998 نحو 3.7 للنسبة ذاتها وتعزى زيادة النسبة لزيادة الوعي والكشف المبكر.

كيف يمكن تجنب حالات التهاب الجرح بعد إجراء العملية؟

- نتبع الطرق الوقائية لتجنب حدوث التهابات في الجرح بعد العملية والحفاظ عليه جافا بعد تنظيفه، كما تعطى المريضة مضادات حيوية قبل إجراء العملية كنوع من الوقاية، وتظن بعض المريضات أنه لا يمكنها الاستحمام وهذا غير صحيح، يمكنها ذلك شرط أن تجفف الجرح جيدا بعد الاستحمام.

ما هي الفئة العمرية الأكثر تعرضا للإصابة بسرطان الرحم؟

- تتراوح ما بين عمر الخمسين والستين عاما للنساء اللاتي انقطع عنهن الطمث على رغم وجوده في 25 في المئة من النساء قبل هذا العمر وفي 5 في المئة من النساء قبل سن الأربعين، وهناك عوامل خطورة تجعل بعض النساء أكثر عرضة للإصابة بالأورام مثل السمنة والإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وزيادة سمك بطانة الرحم وتأخر سن انقطاع الدورة الشهرية بعد سن 52 عاما، وتناول دواء الأستروجين وعدم الإنجاب وتناول الأغذية المشبعة بالدهون وأخذ هرمونات بعد علاج سرطان الثدي.

ماذا عن أورام عنق الرحم؟

- في البداية لابد أن نوضح أن الرحم ينقسم إلى قسمين الجزء العلوي ويسمى الرحم، والجزء السفلي وهو عنق الرحم وهو الجزء الذي يتسع في حالة الولادة، ويصيب هذا النوع من الأورام النساء الأصغر سنا من سن الثلاثين إلى الأربعين عاما، وأثبتت الإحصاءات في البحرين أن معدل الإصابة في العام 2004 بلغ 2.3 لكل 100 ألف امرأة بعد أن كانت في العام 1998 نحو 6.4 لكل 100 ألف امرأة وقد انخفضت معدلات الإصابة خلال السنوات السبع الماضية.

ويعتبر سرطان عنق الرحم ثالث سرطانات الجهاز التناسلي شيوعا لدى المرأة في الولايات المتحدة الأميركية، ويشكل 16 في المئة من حالات سرطانات الجهاز التناسلي المكتشفة، لكن الإحصاءات الحالية أظهرت انخفاضا متواصلا لمعدل انتشار المرض ومعدلات الوفيات من جرائه وهو ما يشير إلى التقدم في مستوى علاج السرطان عموما نتيجة الفحص الدوري للمرأة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، وتم الانتهاء هذا العام من إعداد الدليل الإرشادي لفحص عنق الرحم الدوري في الرعاية الصحية الأولية «المراكز الصحية» وتحديد آليات تحويل الحالات التي تتطلب تحويلا إلى مجمع السلمانية الطبي، وتتمثل أعراض أورام عنق الرحم باضطراب الدورة وحدوث نزيف متكرر يستمر لفترات طويلة، ونزيف بعد الاتصال الجنسي وإفرازات مهبلية كثيرة وفي المراحل المتأخرة تصاب المريضة بفشل كلوي.

ما هي عوامل الخطورة للإصابة بهذا النوع من الأورام؟

- هناك عوامل كثيرة منها الالتهابات الفيروسية والاتصال الجنسي في سن مبكرة، وتعدد العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج «في الدول الأجنبية»، والإصابة بنقص المناعة المكتسبة (الايدز)، واستخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل، وفي المقابل بينت بعض الدراسات أن النساء اللاتي يستعملن حبوب منع الحمل لديهن نسبة إصابة أقل بأمراض المبيض أو ساهمت في منع الإصابة بها.

كيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

- إذا اكتشف مبكرا يتم علاجه بصورة أفضل وتصل نسبة نجاح العلاج إلى 99 في المئة، ويتم استئصال الرحم والمبيضين وجزء من المهبل، وفي حالة كون الحالة متقدمة وانتشر الورم تحتاج المريضة إلى علاج إشعاعي وكيماوي، وبالنسبة للوقاية لابد لكل السيدات بعد ثلاث سنوات على الأقل من بدء الاتصال الجنسي أن يقمن بإجراء الفحص الدوري لعنق الرحم كل عامين ويعد سن الأربعين مرة كل عام وفي الحالتين إذا كانت النتيجة سليمة لمرتين متتاليتين يُعمل الفحص مرة كل عامين.

بالنسبة لأورام المهبل ذكرت أنها نادرة، فكم عدد الحالات في مجمع السلمانية الطبي؟

- فعلا أورام المهبل نادرة الحدوث وكذلك أورام الفرج، وقد عاينت طوال فترة عملي حالة واحدة فقط من أورام المهبل وثلاث حالات فقط مصابة بأورام الفرج، ليست لدي إحصاءات عن مجموع الحالات، وغالبا ما يكون الورم منتقلا من عنق الرحم إلى المهبل وفي حالة سرطان الفرج إذا كان في مرحلة مبكرة يعالج باستئصال الورم مع الغدد الليمفاوية ويعتمد على نتيجة المختبر إذا احتاجت المريضة إلى علاج إشعاعي وكيماوي بعد العملية.

نصيحة أخيرة تقدمينها للنساء للوقاية من أنواع السرطان؟

- أؤكد أهمية الفحص الدوري لعنق الرحم والثدي، وضرورة مراجعة الطبيب عند الشك بأي أعراض غير طبيعية مثل التي ذكرتها وخصوصا لدى النساء اللاتي لديهن عوامل الخطورة وخصوصا العامل الوراثي، لأن الوقاية خير من العلاج، كما أن علاج أية حالة في مرحلة مبكرة تعطي نتائج أفضل من الحالات المتأخرة.

العدد 2059 - الجمعة 25 أبريل 2008م الموافق 18 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:36 م

      ما العلاج البديل للتاموكسفين والذي لا يسبب سرطان الرحم

      افيدوني ارجوكم فقد حدث نزيف وهي تاخذ التاموكسفين بعد استئصال الثدي في المرحلة الثانية

اقرأ ايضاً