يقول الفيلسوف الهندي OSHO إن السياسة نظام الأدغال وقوانينه من القوة بأنها هي التي تقر الحق بإرادة السلطة للانتصار! وإن الممارسين للسياسة هم من المحبين للسلطة ولديهم شعور عميق بالنقص... وهي الحافز الأول لتصدر المناصب أيا كانت! فالذئاب البشرية ممن سيطروا ودمروا العالم من هتلر وبونابرت وموسوليني، وتيمور لنك، وصدام حسين وبوش هم المصابون بلوثة حب السيطرة والسلطة بالقوة!
وهنالك أيضا الكثير من رؤوساء وملوك عصرنا ممن يحكمون بالقوة، وكلما اقترب وقت رحيلهم يغيرون أنظمة البلاد بما يتناسب مع بقائهم في السلطة! لأنهم لا حياة يتخيلونها منها!
ويقول سقراط في إثبات الحقائق... إن التصويت لن يثبت من هو المحق! لأن الاحتمال الأعظم أن يصوت الناس مع الخطأ فهم ينبهرون بالأشياء التافهة، وإن الأكثرية من البشر هم من ذوي الذكاء دون المتوسط؟! وبذلك تكون الغلبة دائما للقلة المعقدة من البشر للسيطرة والرئاسة، وكان سقراط يحاول إثبات أن الأذكياء من المتعلمين والدارسين هم الذين يجب أن يكونوا المرشدين الأساسيين للقادة في توجيههم للصالح العام وأن إثبات القوة لا يقر الحق، وأن تكون التجربة هي القوة الحقيقية للإنسان، بالإثبات والخبرة والبرهان. عاش الهنود لآلاف السنين بين العبودية بسبب عدم اهتمام الأذكياء بالسياسة واعتبارها من الغرائز الدنيا وأن من يتسلطون هم البشر من الدرجة الثالثة لانبهارهم بها غرائزيا! وليس لذكائهم!
وعاشر الناس في الماضي الحكماء والعلماء في الصين والهند واليونان القديمة وكانوا يكنون لهم كل الاحترام والتقدير وينحنون لهم ويلمسون أقدامهم محبة لأن قوة هؤلاء لم تكن في سيطرتهم بالقوة بل بالحكمة وإثبات سبب الوجود وفلسفة الإنسان بأنه لا يصح إلا الصحيح، وأن الخير يجب أن يعم جميع البشرية، أما اليوم وبسيطرة المعسكر الغربي والأميركي وإجبارنا على الخضوع لكل قوانينه من العولمة الكاذبة وبجبروت آلاته والتخويف بقوته على قبول حقائق مغلوطة ومفروضة! والبعض لايزال مبهورا بهذه الحضارة الهمجية! وللأسف الشديد نحن المخطئون بقبول ذلك الواقع، من الذل والمهانة... وفتح بلادنا لغزواتهم ونراهم بأعيننا وهم يسلبون ثرواتنا!
ومن يريد مثلا حيا لاستعمال القوة... عليه محاولة طلب تأشيرة لبلادهم سواء للعلاج أو الدراسة أو الترفيه! ليرى العجب بدءا من أخذ البطاقة الشخصية عند البوابة... ثم ملء أوراق تزيد على العشر عن جميع بياناتك وخصوصياتك بما فيها تاريخ ميلاد آبائك وأجدادك إن أمكن! وعدد الأولاد والأحفاد والأعمام، إضافة إلى مداخيلك وثرواتك بنصوص مصرفية! ومعاشك ومعاش زوجتك الشهري! ولأول مرة تصبح مهما وكأنك في مركز للشرطة والتحقيقات الجنائية، فتؤخذ بصمة يديك وعينيك... وأشياء أخرى كثيرة يصعب علي ذكرها لما فيها من الإساءة والمهانة! وهم يدخلون أراضينا على الرحب والسعة وتعطى لهم تأشيرة في المطار...
هذا، ونسيت أن أذكر أن قيمة التأشيرة قد تصل إلى مئتي دينار (التأشيرة فقط)... وكأن تلك البلاد جنة الله على أرضه! في أوروبا أو أميركا الأراضي أصبحت مقدسة! أضحت بلادا للأغنياء فقط! هذا مثال بسيط على تأشيرة قد تعطى لعدة أيام فقط أو ترفض.
الكيفية التي تم بها فرض القوة بالسلطة! لإبعادنا وأخذ من يريدونه فقط... وبشروطهم ومزاجهم! من يحمينا؟ هل يرضى ذلك قادتنا الكرام، نحن أصحاب التراث والعراقة... أن نعامل بهذه الطريقة البلهاء؟! ومتى ستكون معاملتهم بالمثل. ارحمونا يا حكومات! نرجوكم.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2057 - الأربعاء 23 أبريل 2008م الموافق 16 ربيع الثاني 1429هـ