قد يكون اقتراحي في الوقت الضائع أو فات أوانه، بيد أنه مجرد اقتراح يمكن الأخذ به في السنوات المقبلة أو تجاهله كغيره من المقترحات والنصائح التي تصادف بالتأكيد كتاب النصوص الدرامية والأفلام والمسرحيات وغيرها.
جميعنا لابد أنه يعرف المسلسل السعودي الناجح جدا «طاش ما طاش»، أو سمع عنه وعن نجاحه في أقل تقدير، بيد أن معظمنا لا يعلم سر هذا النجاح والعوامل التي أدت به إلى تحقيق كل هذه المشاهدة طول سنوات طويلة من دون أن يمل المشاهد أو يعيش حالة من التكرار «الماسخ».
لا يمكننا الإنكار بأن طاقم العمل أمام عدسات الكاميرا وخلفها على قدر من الإبداع يؤهله لبلوغ هذا النجاح الساحق، فضلا عن المواضيع المطروحة والأداء واختيار الزمان والمكان المناسب لطرحها، بيد أن الذي قد يخفى على الجميع أن القائمين على العمل عمدوا إلى توزيع استبانة على المشاهدين في المملكة العربية السعودية لأخذ مقترحاتهم للقضايا التي من المفترض أن يتناولها المسلسل في نسخته الأخيرة، وتفاجأوا من ردة فعل الناس الكبيرة وبناء على تلك الاقتراحات تمت صياغة وكتابة آخر نسخة من «طاش ما طاش» التي عرضت في شهر رمضان الماضي.
سر ذلك النجاح في تلمس القائمين على العمل هموم ومشكلات وقضايا الشارع الملحة التي يستوجب إلقاء الضوء عليها، وبالتعريج على مملكة البحرين لا نجد مثل هذه التوجهات؛ ففي كل عام نرى مسلسلات شهر رمضان أمام نسخ باهتة من كل عام أو مسلسلات تتناول قضايا مبالغ فيها وأخرى بعيدة عن الواقع وتسهم في تعرية المجتمع تارة وإصابة المشاهد «بالمغص» تارة أخرى من رداءة ما يشاهد، فهل يخطو كتاب النصوص لدينا خطوة جديدة لطرح قضايا أكثر إلحاحا ويكفوا عن تلك القضايا التي حفظها المشاهد البحريني ظهرا عن قلب!
العدد 2057 - الأربعاء 23 أبريل 2008م الموافق 16 ربيع الثاني 1429هـ