نستغرب من التصريحات التي قالها رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم في مؤتمره الصحافي مع الصحافة العُمانية في ختام زيارته لسلطنة عُمان بشأن التجنيس الحاصل في منتخب كرة القدم، على رغم أنّ الوقائع والدلائل تؤكّد عكس ذلك، وكما يُقال «التجربة خير برهان»، وخصوصا أنّ الجميع في هذا البلد مازال يطرح الأسئلة نفسها بشأن جدوى وصوابية التجنيس الذي تقوم به الجهة المعنية بعد الفشل الذريع لهذه الخطط في عدة مناسبات سابقة.
الكل يتساءل هل حقق تجنيس لاعبين معروفين للجميع وغيرهم من هم وراء الستار، الفائدة والإنجازات المرجوّة التي يتمناه كلّ مواطن أصيل وُلد على هذه البقعة، رغم أنّ الفترة الطويلة التي تم من خلالها التجنيس في المنتخبات الوطنية لم تكن سهلة على الإطلاق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة هو نجاح أو فشل التجنيس الفاشل المتبع في منتخباتنا.
لو قارنا الفترة التي سبقت فترة التجنيس بالتي تلتها، فإننا سنرى وبسهولة كبيرة من أنّ الفترة الأولى كانت صاحبة الإنجازات والأفراح والأتراح، على عكس الفترة الثانية التي كانت مليئة بالتشاؤم والحزن، وهذا ربما غائب عن فكر رئيس الاتحاد المعني الأوّل بهذه الإنجازات في اتحاده.
لماذا يُغالط رئيس الاتحاد نفسه في القول إنّ البحرين لا تمتلك عددا كبيرا من السكّان والأصح اللاعبين الذين لا يمكنه من خلالهم في توسيع الخيارات لدى المدرب، وهذه نظرة جدا غير صائبة، إذ إننا نملك مجموعة من اللاعبين الذين يحترفون في الخارج، لكنهم لا يستدعون إلى المنتخب، فهناك مَنْ يقوم بتجديد العقود مع اللاعبين البحرينيين بعد أن قدّموا خدمات جليلة لهم، ونحن نؤكد من خلف ذلك بأنه لا يوجد لدينا عدد كافٍ من اللاعبين يسمح بفرض الخيارات، وبالتالي علينا باللجوء إلى التجنيس، وهذه مغالطة كبيرة.
وعلى ما يبدو أنّ هذا التطبيل والموافقة على نجاح عملية التجنيس ورائها عمليات أخرى ربما يكون مفادها هو تجنيس لاعب فريق المحرّق البرازيلي ريكو، وخصوصا أنّ البعض بدأ يتحدّث حول ذلك.
يجب عليكم أيها المسئولون أنْ تقفوا لحظة تأمل واحدة وتفكّروا بروية وتقيسوا نجاح العملية الفاشلة التي خططتم لها من عدمها، وحينها في حال قلتم بنجاحها عليكم إيضاح أسباب النجاح، وحين تعرفون أنها فشلت يجب أنْ تخرجوا بجرأة لتقولوا لأولئك الذين لا يعرفون إلاّ اللون الأحمر إننا خاطئون، وتبدأ في العلاج.
ألعاب القوى مثال آخر
قدّم الاتحاد البحريني لألعاب القوى بطولة جميلة في مغزاها ونتائجها ومنافساتها، تلك التي أقيمت في الأسبوع الماضي، وكانت الأرقام الشخصية التي تحطمت من اللاعبين الصغار والكبار خير دليل على نجاح هذه البطولة التي ينبغي أن تتواصل في السنوات المقبلة، وربما ليس لمرة واحدة وإنما لأكثر من مرة في السنة الواحدة، وكل ذلك بهدف أنْ نخرج بالهدف الذي قمنا من أجله بتنظيم هذه البطولة وهو إخراج جيل ناشئ جديد يحمل لواء البلد في المنافسات الدولية بعد سنوات من الإعداد والتحضير.
النتيجة الأكبر التي خرجت منها البطولة هي نجاحها في استقطاب لاعبين صغار السن، تمكنوا من تحقيق نتائج جيّدة ومنهم من حطم بعض الأرقام البحرينية الشخصية، وهذا بحد ذاته يعد إنجازا إذا ما عرفنا أنّ اللاعبين الذي تنافسون في البطولة لم يحصلوا على الإعداد الجيد والتدريبات المتواصلة قبيل انطلاقتها، هذا يعني لنا أن اللاعب البحريني بحاجة فقط إلى الرعاية والإعداد المناسب الذي من بعده يمكننا الاعتماد على أمثال هذا الجيل في المستقبل القريب، كما هو الحال مع محمد الشهابي وفاتن ورقية الغسرة الذين بدأو يتألقون في المنافسات العالمية والعربية.
هذا يعني أن البحرين قادرة على إنجاب لاعبين ذو مستويات عالية من دون الحاجة للجوء إلى الخارج واستقطاب لاعبين يحملون لواء الوطن، وخصوصا إذا ما تحصل لاعبونا على إعداد مناسب ومتميّز يقودهم لمنافسة الآخرين في أية منافسة.
بطولة البحرين لألعاب القوى كشفت لنا أنّ البحرين مليئة بالمواهب، ولكنها بحاجة إلى صقل ورعاية واهتمام من قبل المسئولين، ووضع الثقة على عاتقهم وتوفير كلّ مستلزمات التألق والمنافسة على البطولات كما هو الحاصل مع من استقطبهم الاتحاد؛ ليلعبوا باسم البحرين وحصلوا على كل ما يتمنونه لتحقيق نتائج جيّدة، لكن هذا لا يحدث طبعا حاليا مع بعض ممن جنّسوا لهذه الوظيفة.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2056 - الثلثاء 22 أبريل 2008م الموافق 15 ربيع الثاني 1429هـ