العدد 2055 - الإثنين 21 أبريل 2008م الموافق 14 ربيع الثاني 1429هـ

«طوارئ السلمانية» وردّ الاعتبار (1)

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

شائكٌ جدا هو ملف «طوارئ السلمانية»، ومعقد جدا. هو ملف بمثابة «الورطة» لكل من يتعامل معه، وزيرا أكان أم وكيلا للوزارة، رئيسا للقسم أم أطباء عاملين، ممرضين أم مرضى. وما خلا الجرعات التخديرية التي يتلقاها هذا القسم في عهد كل وزير أو مسئول إن شيئا من واقع الحال لا يتغير.

لا يحتاج وزير الصحة إلى حلحلة ملف «الطوارئ» عبر سياسة الاجتماعات العاجلة؛ فلطالما اجتمع الوزراء قبله مع من كانوا ولايزالون المسئولين المباشرين عن مستشفى «السلمانية»؛ ولطالما أعلن المديرون الجهابذة خططهم واستراتيجياتهم التي دائما ما تنتهي إلى إمكان اعتبارها أفضل ما قد تستثمره الجامعات في تدريس طلبة العلوم الإدارية لأخطر الخطط الإدارية على المؤسسات وأكثرها فشلا.

المثير في ملف الصحة عموما، و «طوارئ السلمانية» خصوصا هو أن لا أحد ممن يمسكون القرار في الوزارة قد فكر للحظة واحدة في أن تصحيح الوضع لن يكون في ظلم الأطباء بجدول نوبات - نستحي من نشره - إذ يعامل الأطباء كحشرات أو في تعريضهم للإهانات من قِبل المسئولين والاعتداء من قبل المرضى من دون حماية أو رعاية حتى احترام، وأن تصحيح الوضع لا يرتبط أبدا بقرار فتح غرفة لتصنيف الحالات ومن ثم توزيعها هنا وهناك، بل بإبعاد الحالات غير الطارئة لعيادة خارجية مخصصة تعمل على مدار الساعة لعلاج هذه الحالات كما هو معمول به في المستشفيات المحترمة؛ حتى يكون «طوارئ السلمانية» قسما لعلاج الحالات الطارئة فعلا؟

لَمَّا يلتفت أحد من هؤلاء المسئولين إلى أن تصحيح الأوضاع لن يتم عبر زيادة عدد الأطباء عبر استقدام أضعف الكفاءات العربية أو دعم القسم بمتدربي الأقسام الطبية الأخرى ممن يشفع قرار إنزالهم للعمل في «الطوارئ» بالمنع من معاينة المرضى لوحدهم؛ لأنهم غير مؤهلين لذلك.

وأخيرا، لن يكون الحل طبعا في «تطفيش» و «تطنيش» النخبة من أطباء قسم «الطوارئ»، أو في منعهم أو إعاقتهم من استكمال مراحل دراستهم خارج البحرين وصولا إلى مرحلة الاستشارية.

لقد مر على «طوارئ السلمانية» الكثير من المديرين والمسئولين، ولكنهم جميعا لم يكونوا مديرين حقيقيين. لم يستطع أحدٌ منهم قراءة المكان وفهم ما يحدث فيه. إن أحدا منهم لَمَّا يستطع قياس ما يقدمه العاملون في هذا القسم من جهود جبارة في ظل إمكانات ضعيفة وتقدير معدوم وسمعة لا تليق بأطباء يمسكون أحد أهم مفاصل المستشفى، فيما لا تصل رواتبهم إلى نصف ما يتقاضاه الأطباء المبتدئون في الأقسام الأخرى.

سيكون من الضروري في ختام هذا المقال أن أضع الحلول الحقيقية أمام المسئولين في وزارة الصحة نحو إصلاح هذا القسم، وهي في الاستماع والاجتماع بالعاملين هناك من دون حاجة إلى حضور أي من مسئولي مستشفى السلمانية أو الوكلاء، فالمديرون والوكلاء هم المشكلة الحقيقية، وليس العاملون في القسم.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 2055 - الإثنين 21 أبريل 2008م الموافق 14 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً