لعل تعالي الأصوات في قبة البرلمان يحول دون سماع نوابنا لرنات هواتفهم النقالة وانشغال الجميع باستجواب الوزير الفلاني والوزير العلاني هو الآخر حال دونهم ودون هموم ومشكلات من أوصلهم إلى تلك المقاعد.
لا يختلف اثنان على أن «بعض» ما يدور في قبة البرلمان يعد من القضايا المفصلية في مستقبل هذا الشعب بيد أن تلك الانشغالات وتلك القضايا الخطيرة من غير المنصف أن تكون شماعة لانشغالهم دائما وأبدا وتبني سدا حصينا بينهم وبين شعب أثقلته مشكلات قد تحل بإجراء اتصال هاتفي للوزير المعني.
أجندة النواب مثقلة بالمهمات، وأجندة أفراد الشعب هي الأخرى لا تقل ثقلا عن الهموم والمشكلات العالقة التي لم يرفع عنها الغبار، ومن المؤسف أن يوصف بعض النواب بممثلين للشعب في الوقت الذي نلحظ غيابهم عن تلمس تلك الهموم أو الإحساس بها في أقل تقدير. نواب هواتفهم مغلقه، أو ترن بلا مجيب في أحسن الظروف، وقد يدخلون موسوعة غينيس للأرقام القياسية من كثرة أعذارهم وتملصهم من مشكلات ممثليهم، نواب فوق النقد وفوق العتب.
هذه السطور أمانة نحملها من عدد من القراء ضاقوا ذرعا ببعض النواب، فمن يجد من النواب الأفاضل في نفسه تلك الصفات، الرجاء منه مراجعة حساباته فمن منحه صوته في يوم من الأيام ليصل لمقعد نيابي قادر أن يسحب البساط من تحت قدميه مستقبلا بدم بارد.
إقرأ أيضا لـ "زينب التاجر"العدد 2055 - الإثنين 21 أبريل 2008م الموافق 14 ربيع الثاني 1429هـ