العدد 2054 - الأحد 20 أبريل 2008م الموافق 13 ربيع الثاني 1429هـ

الفورمولا وإصلاح البنية التحتية

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

عاشت البحرين عرسا عالميا كانت محط أنظار العالم التي اتجهت لمتابعة البطولة العالمية للاتحاد الدولي للسيارات (الفورمولا 1) في سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 للعام 2008 لخامس عام على التوالي وسط نجاح باهر ومنقطع النظير شهد له الجميع في العالم ومن شارك في السباق من تلك الكوكبة العالمية من الأبطال والجماهير الغفيرة التي حرصت على الحضور التي أضفت بحضورها المتعة والتنافس المثير في سباق هذا العام كما هو الحال في السباقات الماضية.

وبالتالي أعطت هذه البطولة الزخم الكبير التي تستحه مملكة البحرين بين دول العالم الكبير لتكون محط رحال السياح الأجانب القادمين من بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي لتعيش هذا الحدث الكبير وسط متابعة إعلامية باهرة سواء كان ذلك بالنقل التلفزيوني الحصري لقناة «الجزيرة» التي أبدعت في النقل بأمور دقيقة وجعلت المشاهد خلف الشاشة الفضية يعيش الحدث أولا بأول بمعلقين متميزين لديهما الفهم الواسع والاطلاع الكبير على كل خبايا وأسرار هذه اللعبة المثيرة.

خمس سنوات متتالية والبحرين تواصل نجاحها في ثالث أكبر حدث رياضي في العالم بعد كأس العالم والألعاب الأولمبية لتؤكد للعالم مقدرة مملكة البحرين على التنظيم الرائع.

هذا الحدث العالمي يعتبر واجهة اقتصادية في الخليج والشرق الأوسط بل ساهم الحدث في جذب الاستثمارات والفرص التجارية للكثير من الشركات والمؤسسات الأجنبية ما جعل المداخيل إضافية بشكل واضح لدعم الاقتصاد الوطني.

ندخل قليلا في لغة الأرقام إذ ذكرت بعض التقارير الاقتصادية التي أثارتها وكالة الأنباء البحرينية يوم الجمعة الماضي إذ قالت «إن المكاسب المالية تتنامى من عام إلى آخر وكانت العوائد المالية للعام 2007 بلغ 548 مليون دولار بزيادة قدرها 40 في المئة عن العام 2006».

هذا المبلغ طبعا يثلج الصدر ويؤكد مقدرة أبناء البحرين بأن تكون لديهم العقول الاقتصادية المتميزة في الاستفادة من هذا الحدث العالمي المثير.

أنا لست متخصصا في الشأن الاقتصادي ولكن ما سقته من كلام جاء بلغة الأرقام من بعض الاقتصاديين الذي سلطت وكالة الأنباء البحرينية على ما قالوه في هذا الصدد.

ما أردت قوله في هذا السياق إن مثل هذه المبالغ الطائلة تحتاج إلى الاستفادة منها بالصورة المتميزة ولا ضير في الاستفادة بدعم الاقتصاد الوطني ليعود بالفائدة على المواطن من أبناء هذا الوطن الأصيل.

كما أننا نتمنى كثيرا أن يكون هذا المبلغ مساهما بشكل كبير لحل معضلة سوء البنية التحتية في الأندية المحلية والاتحادات الرياضية وبالتالي من هذا المنطلق نوجه نداءنا إلى سمو ولي العهد بتخصيص جزء كبير من هذا المبلغ في كل عام إلى بناء الأندية الجديدة والنموذجية لتعديل الوضع الرياضي والقضاء على الأمور السلبية من بناء الملاعب الصالحة لكل الأندية والاتحادات وخصوصا في مجال كرة القدم والتي تعتبر الأم. نحن نعتقد متى ما تم تخصيص جزء كبير من المبلغ فإن خلال سنوات قليلة قادمة ستحل وبكل تأكيد الأمور العالقة وبالتالي نستطيع أن ننتقل إلى خطوات أخرى ترفع شأننا وقد نتجه فيها إلى عالم الاحتراف فيما لو تم هذا الأمر فعلا.

نحن نعتقد أيضا أنه لا تُحل المعضلة الرياضية ككل إلا بتعديل وضعية البنية التحتية التي تعتبر الأهم والركن الأساسي لتطوير المسابقات في كل المسابقات في الاتحادات الرياضية ومن دونها لو رقعنا وأعطينا المسكنات الهادئة المؤقتة فلن نستطيع أن نواصل المسيرة إلا بالبنية التحتية الصالحة والتخطيط السليم بالاستراتيجية طويلة المدى وعندها سنكون من المتقدمين. فلذلك نأمل أن تستثمر هذه المبالغ المالية الطائلة في صالح الرياضة المحلية والبنية التحتية لنصل إلى الهدف المطلوب.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 2054 - الأحد 20 أبريل 2008م الموافق 13 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً