أعلنت مصادر هندية مسئولة أن إحدى ولايات جنوب شرقي البلاد تتهددها المجاعة بعد أن أتت جيوش من الفئران على محصول الرز في المنطقة النائية.
وكما يبدو فإن مثل هذه الظاهرة تتكرر في الولاية كل 50 عاما، فقد شهدت ولاية «ميزورام» النائية مجاعة مهلكة العام 1959، عندما ساهم تفتح زهور نبتة بامبو نادرة - تعد الغذاء المفضل للفئران - في تكاثر أعدادها بصورة هائلة.
وقبل أيام حذرت الأمم المتحدة من تعرض كوريا الشمالية لأزمة نقص في الغذاء، بسبب الفيضانات المدمرة التي تعرضت لها الدولة الآسيوية العام الماضي، إضافة إلى موجة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية بالأسواق العالمية، فضلا عن الكثافة السكانية بها.
وأكد برنامج الغذاء العالمي WFP أن الوقت بدأ في النفاد لتفادي أزمة نقص غذاء محدقة، قد تتسبب في أزمة إنسانية في كوريا الشمالية، اثر تأكد الانخفاض الكبير في المحاصيل، الناجم جزئيّا عن الفيضانات الهائلة التي شهدتها البلاد الصيف الماضي.
وقال المتحدث باسم البرنامج، بول ريسلي، في مؤتمر صحافي الخميس بالعاصمة التايلندية بانكوك: «كوريا الشمالية تواجه أزمة نقص غذاء حادة»، مضيفا: «نتيجة الارتفاع العالمي في أسعار الغذاء، فإنه سيكون من الصعب على الحكومة الكورية، توفير احتياجاتها من الغذاء من السوق العالمية».
وليست الهند وكوريا، او بالأحرى آسيا هي القارة الوحيدة التي تشكو من أخطار المجاعات ففي مطلع العام 2006 أقر مسئولون دوليون أن حالة الجفاف المسجلة في شرق إفريقيا والتي تزداد سوءا، تشكل تحديات جديدة لمنظمات الإغاثة الدولية والهيئات التي تجاهد لإيجاد حلول طويلة الأمد للقارة القابعة في الفقر.
وفي العام 2005، أدلى الأمين العام للأمم المتحدة حينها كوفي عنان بتصريح لصحيفة «الفايننشال تايم» اللندنية قال فيه: «لا يوجد حل سحري ولكن يمكننا ان نفعل الكثير» محذرا من استمرار خطر تكرار المجاعة التي تشهدها النيجر في أماكن اخرى مثل جنوب السودان واثيوبيا واريتريا والصومال والجنوب الافريقي لتؤثر على 20 مليون نسمة.
ودعا حينها مسئولون في الأمم المتحدة الدول المانحة لاقامة صندوق لا يقل رأس ماله عن 500 مليون دولار ليحل محل موازنة احتياطية تبلغ 50 مليون دولار تقدم على شكل قروض.
وبحسب تقديرات «برنامج الغذاء العالمي» فإن واحدا من بين كل 3 افارقة يعاني من سوء تغذية وان مئات الآلاف من وفيات الأطفال السنوية في القارة ناجمة عن أسباب يمكن الوقاية منها ومعظمها له صلة بسوء التغذية والجوع.
ولم تفلت منطقة الشرق الأوسط من أخطار المجاعات، ففي مطلع إبريل/ نيسان 2008، أفادت منظمة الأغذية والزراعة «فاو»، أن فطرا خطيرا يصيب ساق الحبوب ظهر في إيران، بعد أن انتشر سابقا في شرق إفريقيا واليمن، ليصيب مناطق إنتاج القمح الرئيسية، محذرة من قدرة هذا المرض الفطري الخطير على تدمير حقول محصول القمح عن آخرها.
وذكرت المنظمة أن البلدان الواقعة شرق إيران، مثل أفغانستان والهند وباكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان، وهي بلدان رئيسية منتجة للقمح، تتعرض لخطر الفطريات وينبغي أن تكون على درجة عالية من الحذر. إذ يقدر أن نحو 80 في المئة من أصناف القمح كافة في آسيا وأفريقيا عرضة للإصابة بهذه الفطر.
وقد وصل الأمر بجان زيغلر، المقرر الخاص بالأمم المتحدة حول الحق في الغذاء، إلى المطالبة بوقف اختياري لمدة 5 سنوات لعمليات إنتاج الوقود الحيوي المستخرج من مواد غذائية، معتبرا أن التأثير الذي تركه هذا النوع من الوقود على أسعار الغذاء حول العالم يمثل «جريمة ضد الإنسانية» بحق الفقراء.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2054 - الأحد 20 أبريل 2008م الموافق 13 ربيع الثاني 1429هـ