الاعتراف بالخطأ فضيلة، ومن الشجاعة أن يعيد الإنسان حساباته ويبدأ بتصويب أخطائه، ويطوي صفحة الماضي لاسيما إن كانت سوداء، ويتعلم من أخطائها دروسا وعبرا، وأن يكون صريحا مع نفسه في المقام الأول قبل أن يكون صريحا مع الناس. بيد أن الصراحة قد تتجاوز حدودها وتوصف بالوقاحة، عند المجاهرة بالخطأ والحديث عنه بكل أريحية وبلا حياء ونسج بطولات منه. وليس أدلّ على هذا من تصريح المغنّية التي يقال عنها «صاعدة» اللبنانية دولي شاهين التي شاركت في فيلم «ويجا»، وقدمت عددا من الأغاني المفردة كلها اعتمدت على العري والإثارة لتحقيق النجاح، ورغم ذلك لم يكتب لها نجاح مثيلاتها ومن ينتهجن هذا النهج لسوء حظها أو لعدم قدرتها على التفنن مثلهن.
وما جرّ الحديث عنها هو تصريحها الأخير بشأن قرارها المفاجئ والجريء والخطير والمصيري في مسيرة حياتها الفنية باعتزالها الإغراء نهائيا، والابتعاد عن الأدوار السينمائية التي تعرض عليها فقط لتقديمها صورة البنت الجميلة المغرية فضلا عن الكليبات الجريئة، وكل ذلك وفق قولها لتثبت للجميع أنها قادرة على تقديم «شيء من لا شيء» دون الاستعانة بجسمها وحركاتها الجريئة.
قرارها باختيار أدوار قوية وذات مضمون هادف جيد جدا، بيد أن صراحتها باعتزالها الإغراء نهائيا في أدوارها السينمائية وكليباتها المقبلة لا يعد صراحة، ولا يمكن وصفه بأكثر من جرأة بالمجاهرة بالخطأ علانية، الأمر الذي لا يدع مجالا لوصفها بغير «الوقاحة».
العدد 2054 - الأحد 20 أبريل 2008م الموافق 13 ربيع الثاني 1429هـ