يعتبر الدوري البحريني لكرة القدم من أضعف الدوريات الخليجية من حيث جميع الامكانات التي توفرها الدول الأخرى مقارنة بمملكتنا العزيزة، ولو رأينا الدوريات الأخرى في الدول العربية وخصوصا الدوري في قطر والسعودية على التوالي فإن ثمة فروقات شاسعة وواضحة سواء في امكانات الاندية أو منشآت الملاعب وهما أهم امرين تقوم عليهما ركيزة التطوير.
لعل من أهم الأسباب التي تجعل دورينا بمستوى هزيل وضعيف هو عدم الاهتمام الواضح من قبل المسئولين القائمين على هذا الدوري الذي يحمل اسم سمو رئيس الوزراء، هل يعقل أن يطلق اسم رئيس الوزراء على دوري مثل هذا الدوري؟
المسئولون القائمون على هذا الدوري يدركون أيما إدراك كيف تراجع دورينا إلى هذا الشكل «المقزز»... ويدركون أيضا أنهم المسئولون عن عزوف الجماهير التي جعلت بغيابها الدوري في معزل عنها حتى أصبح يتيما!
لعل البعض يتساءل: متى أصبح دورينا قويا حتى يتراجع اليوم إلى الوراء ويصبح ضعيفا؟... اعتقد ان من أهم أسباب تراجع دورينا إلى هذا الحد تتعلق بالحضور الجماهيري الغائب عن مباريات فرقها تحديدا، ولو شاهدنا سابقا كيف كان دورينا بوجود الجماهير ولا سيما الفرق الكبيرة على غرار المحرق والاهلي والعربي (النجمة حاليا) لرأينا الفروقات الشاسعة عن الوقت الحاضر. إن ما يجعل الدوري جميلا هو بالتأكيد الحضور والمؤازرة الجماهيرية.
دوري زين لكرة السلة مثلا أصبح من أهم الدوريات في البحرين جماهيريا، فيما عزفت جماهير الكرة عن مباريات كرة القدم وتوجهت إلى دوري كرة السلة نتيجة المنافسة المحتدمة والقوية بين اكثر من ثلاثة فرق ناهيك عن المراكز القريبة من المنافسة لذلك كانت الجماهير الوجه الابرز في معظم المباريات.
وخليجيا وتحديدا الدوري القطري والدوري السعودي، اصبحا مشهورين. والمتابعة حاضرة من جميع الدول العربية وكيف طفرا الى مستويات متقدمة جدا على رغم انهما من دول الخليج وذلك بسبب الاحتراف وأصبح الدوري القطري دوري محترفين، فيما دورينا ما زال نائما حتى أصبح دوريا مملا.
ومن الاجحاف مقارنة الدوري القطري والدوري السعودي بدورينا... فدورينا يسمى بدوري الأقوياء، ولكن الدوريات الأخرى هي من تسمى بالدوريات الضعيفة، فنحن في البحرين نمتلك ملاعب كثيرة وجميعها من «النجيل الطبيعي» ولنشاهد الدوريات في الدول العربية التي مازالت تلعب على الملاعب «المحفرة»، هذا هو الكلام الذي يرغب فيه المسئولون، وهم لا يريدون أن نخطئ بكلمة واحدة ونقول الحق عن دورينا. استيقظوا من سباتكم وانظروا كيف وصل بنا الحال مع دورينا أيها المسئولون. فهذا سيؤثر كثيرا على أداء منتخبنا الوطني الذي نأمل بوصوله إلى نهائيات كأس العالم مع المدرب العجوز ميلان ماتشالا وبجهود لاعبينا، وبالتأكيد لو كان معظم لاعبينا الأساسيين الذين يمثلون منتخبنا الوطني يلعبون في ملاعب كهذه الملاعب في المملكة لما وصلنا إلى هذا المستوى بتاتا، فنحمد الله سبحانه وتعالى عندما أنعم على لاعبينا بالاحتراف في قطر والكويت، فلولا الاحتراف لرأينا منتخبنا مثلما كان سابقا قبل الألفية الجديدة.
إن ما وصلت اليه الدوريات العربية لم يأت من فراغ إنما من جهود ودراسة ونظرة مستقبلية لعل المسئولين يحركون ساكنا وأن يستيقظوا من سباتهم العميق والانتباه إلى دورينا.
خضير ومنتخب الشباب
اندهشنا في الفترة الأخيرة عندما قام مدرب منتخبنا للشباب باستدعاء القائمة التي سيتم الاختيار من خلالها لتمثيل منتخب الشباب لكرة القدم في الفترة المقبلة عندما قام باستدعاء ما يقارب 30 لاعبا من 5 فرق فقط، وهذا ما جعلنا نتساءل أين اللاعبون البقية من الأندية الأخرى في البحرين؟
لعل اختيار المدرب وقع على أسماء الأندية الكبيرة فقط، ونتوقع أنه لم يشاهد اللاعبين يلعبون قط مع أنديتهم، فقد تم اختيارهم بحسب أسماء الأندية العريقة في البحرين!
وكأن المدرب والجهاز الفني نسوا أن البحرين توجد فيها أندية تبلغ اكثر من عشرين ناديا، أين ذهبت أندية الاتفاق وسترة والمنامة والتضامن وغيرها، هذه الأندية غنية باللاعبين الموهوبين، ولعل أبرز هؤلاء اللاعبين هو علي حسين خضير الذي يلعب في نادي سترة، فهو لاعب موهوب ويستحق أن يكون من ضمن الأسماء التي طرحت في منتخب الشباب.
يجب على المسئولين القائمين اختيار التشكيلة والذين يختارون «على كيفهم» أن يستدعوا هذا اللاعب الفذ، فبالتأكيد أنه يستحق تمثيل منتخب الشباب، فهذا اللاعب لديه جميع الامكانات التي تؤهله للعب مع منتخب الشباب وحتى لا يكون مثل غيره منسيا لأنه من ناد قروي
إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"العدد 2295 - الأربعاء 17 ديسمبر 2008م الموافق 18 ذي الحجة 1429هـ
