في سطور مقالتي هذه أود طرح بعض من الأسئلة والتي لطالما أزعجتني لمجرد التفكير في الإجابة عليها! وقد تكون الإجابة واضحة في ذهني ولكنني أستغرب من كيفية استمرار مثل هذه الأخطاء! والتي هي في صميم حياتنا وحركتنا، أو التصرفات غير المسئولة من البعض!
والسؤال هو... هل توجد موازنة لكل وزارة للصرف على النثريات؟! وما أقصده النثريات هو المصاريف الشفافة والتي لا تصب أساسا في ما تقدمه الوزارة للناس من خدمات! وإنما تعتبر من الحاشية في نبذ المصروفات... وقد تكون مهمة جدا... ولكن هل تتوحد الوزارات في السقف المحدد لهذه النثريات! أم لكلٍ ما حلا لها؟!
وأقصد بها الأثاث المكتبي والورقي، وخدمات الإنترنت وخطوط التليفونات أو المواصلات... أو وضع الإعلانات كالإعلان عن وظيفة شاغرة أو تعزية لفقيد أو أهله من العاملين أو تهنئة في الوزارة... باختصار كل ما يشمله من خدمات للطاقم الإداري...إلخ.
إنني أقول ذلك... لأنني أجد أحيانا المبالغة في وضع إعلانات العزاء أو التهنئة بأحجام عالية التكلفة... أو إعطاء هدايا مُبالغ فيها لأنشطة خاصة بالوزارة أو إرسال دعوات بأحجام وأشكال خيالية وقد تكلف الواحدة ما يزيد على 5 دنانير لفخامتها! مكونة بالمذهّب والفضي وسميكة... مع ظرف جميل وباهض كما يبدو من شكله... كل ذلك لدعوة إلى أحد الأنشطة! كل ذلك يقع على حساب النثريات والذي يتم اقتطاعه أو هو على حساب الخدمات الأخرى والكثير من المظاهر التي لا يسعني المجال لذكرها من ورود ومراسيم... إلخ.
إن هذا البذخ لا يشمل الكثير من الوزارات... ولكن البعض! كما أراه... ما يثير داخلي ذلك التساؤل! لماذا كل ذلك التبذير؟ وما هو المقصود؟ ولمن نحن نبذخ! وعلى حساب مَن؟ من هم المحفزون على ذلك النوع من التبذير والإسراف؟ لابد أنه توجد طبقة مستفيدة من كل هذا وإلا ماهو السر؟!
وخاصة أن العصر الحديث يتقدم بأسهل وأرخص أنواع الدعوات والاتصالات وذلك بواسطة الفاكس أو الإنترنت! وإن كان ولابد من إرسال بطاقة دعوة فبإمكاننا عمل بطاقة رسمية تخص كل الوزارات وبشعار موحد لدولة البحرين وعلى طرف منها يكتب اسم الوزارة وكذلك يكون شيئا أنيقا ومنسجما مع حضارة دلمون العريقة لتبين حضارة هذه الدولة! وانسجام وزاراتها في تعميم شيء خاص وموحد وكذلك في وضع الإعلانات! لماذا لا تعمل زاويا خاصة لذلك للوزارات في الصحف ويكتب النعي بداخل مربع صغير أو التهنئة غير مكلف يتعارف عليه الناس مع الوقت ويعرفون مكانه ويسجل كحركة إنسانية متقدمة... عوضا عن الإعلانات ذات النصف والصفحة الكاملة بذلك يقدم الإحترام لجميع العاملين وبدرجة واحدة من التقدير والمحبة وفي زاوية خاصة لذلك! وأعتقد أنه لابد أن يكون للنثريات مبلغ محدد سنويا... وما يزيد فيه أن يصرف على حوافز للموظفين أو إصلاح مرافق الوزارة وتطويرها وزيادة الإرشادات للمواطنين! وأشياء أخرى شديدة الأهمية.
نحن نعيش حضارة القرن الواحد والعشرين ويجب أن نكون أكثر فعالية في استخدام مواردنا المالية وأن ندقق في ما هو الأهم للصالح العام وأن لا نتخم ضيوف الدعوات بشكليات ورقية لا قيمة لها أو مظاهر فارغة! وأن نهتم بجوهر الأمور والغرض من وراء المناسبة والتركيز على الفائدة من كل تلك الدعوات والاستفادة الاجتماعية والعلمية أو الثقافية من رواء ذلك النشاط؟!... إلخ.
ويجب أن يتوقف هدر الأموال وخاصة في زمان مازال المشهد الحياتي مليئا بالبؤس والشقاء.
ومازالت هنالك طبقة مسحوقة ومسلوبة الرزق تحلم ببيوت تعيشها مع إنارة وبرودة الـ AC وثلاجة وتليفون - ومرافق!
ومازال الفقر منتعشا في قرانا... وفي مدينة كبرى زحفت على فقراء لا يعرفون ما السبب في تعاستهم! مع كل تلك الثروة المنتشرة! نحن بحاجة إلى المزيد من الحكمة في التدبير والصرف للموازنة بينما يصرف على الأمور السطحية والهامشية ونسيان الأهم!
فهل هو ذلك السؤال الصعب... وهل مِن مسئول شجاع ليجيب على سؤالي... وكيف يتم كل ذلك التبذير؟
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2295 - الأربعاء 17 ديسمبر 2008م الموافق 18 ذي الحجة 1429هـ