ربما يعود تاريخ المزاد العكسي إلى قديم الزمان إلا أن هذا المزاد تطور، إذ أصبح يجرى حاليا عن طريق بعث رسالة قصيرة إلى إحدى المؤسسات التي تعرض بعض السلع ليكون عليها مزاد بأقل مبلغ يقوم الجمهور ببعثه عن طريق هذه الرسالة فيصبح هو الفائز.
وآخر طرق المزاد الآن يأتي عن طريق وضع صورة لمنتج أو سلعة مع وضع رقم لبعث رسالة قصيرة وفي حال إرسال هذه الرسالة على الزبون أن يقوم بكتابة سعر معين لهذه السلعة وأقل سعر يتم وضعه من قبل المشاركين يكون هو الفائز، إذ على المشارك كتابة رقم لا يتوقعه أحد على أن يكون قصيرا جدا ولا يصل إلى المئات.
ويشارك الكثير من المواطنين في هذا المزاد، إذ استطاع البعض أن يحصل على هاتف نقال بسعر وصل إلى 65 فلسا ففاز بالهاتف لإرساله سعرا لم يخطر على بال باقي المشاركين.
وفي الوقت الذي يشارك فيه البعض يهرب آخرون من مثل هذه المزادات متعللين بأنه عندما يتم بعث رسالة تحتوي على السعر يتم احتساب ما يقرب من 400 فلس، لذلك فإن الأمر يعتبر مكلفا، في الوقت الذي أوضح فيه البعض أن المزاد يلعب على عقول المواطنين، إذ شارك غالبيتهم لأكثر من مرة ولم يروا أحدا فاز في أي من هذه المرات.
وأوضح المواطن سلمان محسن أنه قام ببعث رسالة من اجل الحصول على منتج وذلك عن طريق رسالة قصيرة تحتوي على السعر الذي من المفترض أن يكون منخفضا جدا، مشيرا إلى أنه إلى الآن لم يتسلم أي إجابة في الوقت الذي تم احتساب ما يقرب من 400 فلس على فاتورة هاتفه. ولم يكن حال محسن أفضل من حال الباقين، إذ إن أحد المواطنين كان من المشاركين والمتابعين لهذه المزادات التي تقوم بوضع إعلاناتها في المجلات بإرسال أكثر من رسالة من أكثر من رقم إلا أنه في النهاية لم يفز إلا بفاتورة طويلة كانت تحتوي على النسبة التي تم احتسابها جراء بعثه رسائل لم يستفد منها.
وفي الوقت الذي يشارك فيه البعض كان بعض المواطنين ابتعدوا عن هذا الأمر، مؤكدين أن الفائزين في هذه المزادات لا يتم الإعلان عنهم لذلك فإن من الصعب تصديقهم من جهة وفي حال تم الإعلان عن الأسماء فإن غالبيتهم تكون من الأجانب.
واستغرب بعض المواطنين من إقبال غالبية الناس على المشاركة، مؤكدين أن سبب ابتعادهم عن هذه المزادات هو أنه لا يتم السماح إلى المشارك بالتأكد من المنتج الذي حصل عليه، الأمر الذي يمكن أن يجعله ضحية منتج لا يعلم مدى صلاحيته، مبينين أن الكثير من المواطنين كانوا يشاركون في مزاد للهواتف النقالة وفي حال فوزهم يتفاجأون بأن هذه الهواتف لا تعمل بالشكل المطلوب.
العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ