كشف الأمين العام لجمعية التجمع الوطني الديمقراطي فاضل عباس أن «التجمع الوطني» قرر مخاطبة رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لوقف «تجاوزات المنح والبعثات» في وزارة التربية والتعليم، كما لوح بمقاضاة عدد من المسئولين في الوزارة بتوكيل من «المتضررين من التمييز في البعثات».
وقال عباس لـ «الوسط»: «لدينا قناعة بأن الإصلاح في وزارة التربية والتعليم يبدأ بإصلاح قيادة الوزارة قبل الحديث عن إصلاح المناهج أو استحداث كلية للمعلمين أو غير ذلك من الإصلاحات، إذ إن تخليص الوزارة من هيمنة الجماعات الطائفية هو المدخل نحو تحسين جودة التعليم وترسيخ دولة المواطنة وتكافؤ الفرص».
واتهم عباس إدارة البعثات «بأنها تمارس التضليل على الموظفين فيما يتعلق بالبعثات الداخلية، إذ إنها تبلغهم بتحويل رسائلهم إلى إدارات أخرى بينما في الحقيقة ترفع طلباتهم للمساعدات المالية في مخالفة واضحة لقانون ديوان الخدمة المدنية، وأن هذا التضليل يهدف إلى التغطية على هذه الممارسات غير المقبولة ولدينا شكاوى كثيرة بهذا الخصوص».
وكشف عباس أن «المكتب السياسي للتجمع الوطني يبحث في مقاضاة عدد من المسئولين ومن ضمنهم إدارة ولجنة البعثات بشأن التجاوزات في البعثات، ونحن نقول لوزير التربية، إذا كان غير خائف من الاستجواب كما قال من مجلس الشورى، ونحن لا نشك في الوزير ونياته الصادقة، ولكن حان الوقت لأن يتخذ الوزير خطوات جريئة وصريحة لوقف مسلسل التمييز في الوزارة».
وأضاف عباس «فيما يتعلق بالبعثات الداخلية فهي تخضع لمزاج لجنة البعثات ولا يوجد شيء اسمه الفرز الآلي بالكمبيوتر، بل إن ما تقوم به لجنة البعثات في أنها تمرر الرسائل التي تتفق مع مزاج أعضاء اللجنة وتوجهاتهم بينما تؤخر الرسائل الأخرى وترفضها من دون أي مبرر في تمييز واضح ومخالفة لقواعد التدريب الذي نص عليها قانون ديوان الخدمة المدنية».
وأوضح عباس أن على وزارة التربية الاستفادة من التجربة السنغافورية في استقلالية توجيه البعثات وفق تكافؤ الفرص، مضيفا «وزارة التربية والتعليم أصبحت منذ فترة طويلة أصبحت تمنع السفارات أو أية جهة مانحة أخرى عن الإعلان عن تقديم البعثات للبحرينيين بشكل مستقل، وهو سلوك يهدف إلى توجيه هذه البعثات إلى جماعات محددة وهذا السلوك لا يساهم في تطوير قدرات الطلاب البحرينيين، ونحن ندعو المسئولين في وزارة التربية والتعليم للتعرف على التجربة السنغافورية في استقلالية توجيه البعثات وفق تكافؤ الفرص (...) إن خطة البعثات لا تشمل جميع البعثات المتوافرة فعليا، بل إن هناك بعثات تمنح لعدد محدود من الطلاب ممن تربط ذويهم علاقة مع جهات معينة في الوزارة».
وذكر عباس أن الرسالة التي سيتم إرسالها إلى سمو رئيس الوزارة ستتضمن حالات محددة بالتمييز بالأسماء، ومنها قصة حرمان إحدى الطالبات التي تخرجت في العام 2007 بمعدل 97.1 وكرمت من قبل سمو رئيس الوزراء في حفل المتفوقين، وسلمت سموه رسالة تطلب فيها دراسة الطب.
وأضاف عباس «لم يتردد سمو رئيس الوزراء مشكورا في ابتعاث رسالة إلى مكتب وزير التربية والتعليم تحت رقم درم - 22 - 1114 بتاريخ 27 يونيو/ حزيران 2007، وقام مكتب الوزير عشرات المرات بمتابعة الموضوع إلى إدارة البعثات التي أخذت تماطل في الموضوع، وفي النهاية أعطيت الطالبة نظم معلومات في جامعة محلية خاصة بدلا من الطب، علما بأن هناك من هم أقل معدل منحوا بعثات طب» مبديا استغرابه من مخالفة إدارة البعثات لتوجيهات سمو رئيس الوزراء، وقال: «إن كمبيوتر إدارة البعثات الذي يفرز آليا يتضمن فيروس التمييز الذي يجب إزالته فورا».
العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ