لم تستطع الكتل النقابية متزعمة الحركة العمالية (جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، وجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي) حسم خلافاتها حتى اللحظة، بعد انتهاء الانتخابات وحسم صناديق الاقتراح الأمر لصالح «الوفاق» بتسعة مقاعد مقابل مقعدين لتيار «وعد» ومقعد لتيار «المنبر التقدمي» وثلاثة للمستقلين. بدأ الصراع على توزيع مقاعد الأمانة العامة الخمسة عشر.
منصب الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين حسم بشكل نهائي لقائد التيار الوفاقي ونائب الأمين العام للاتحاد سابقا سلمان سيدجعفر المحفوظ، من خلال حصول تياره على تسعة مقاعده واعتلائه قائمة الحاصلين على أعلى نسبة أصوات بواقع 145 صوتا من أصل 177؛ مما يخوله تولي زمام الرئاسة بشكلها الأدبي والمعنوي.
أما منصب نائب الأمين العام فهو أساس الخلاف الحاصل حاليا بين كتلتي «الوفاق» و «وعد»، إذ طالب تكتل «وعد» بهذا المنصب لرئيس نقابة «أسري» محمد عبدالرحمن، كما يطالب باحتفاظ رئيس نقابة «باس» عبدالله حسين بمنصب الأمين العام للعلاقات الدولية، على حين يرى تكتل «الوفاق» أن في حال إصرار تيار «وعد» على منصب نائب الأمين العام يجب أن تتخلى عن منصب العلاقات الدولية، وهو الخيار الصعب بالنسبة إليهم، وخصوصا ان حسين عضو في منظمة العمل الدولية.
ومن المتوقع أن يدخل عضو الأمانة العامة السابق إبراهيم حمد بقوة على خط نائب الأمين العام على أساس توزيع مناصب القوى بين التيارات في الأمانة العامة، إذ تحصل «الوفاق» على الرئاسة ويحصل هو على نائب الأمين العام بحكم حصوله على نسبة أعلى الأصوات من غير مرشحي الوفاق (112 صوتا) وهو ما يخوله الحصول المنصب بالإضافة إلى حصول «وعد» على منصب العلاقات الدولية.
أما المناصب الأخرى فهي لا تخضع لهذه الحسابات، بل ستخضع للتوافق والتراضي بين الأطراف، مع تأكيد رئيس نقابة المصرفيين إبراهيم القصاب أنه يرى عطاءه ينحصر بين أمانتين وهما النشر والإعلام أو الثقافة العمالية والتدريب، مؤكدا أن ذلك سيخضع أيضا لتوافق الأطراف. ورأى رئيس نقابة البريد جمال عتيق أنه سيسعى للمحافظة على منصبه السابق في الأمانة العامة للقطاع العام باعتباره موظفا حكوميا وشغل المنصب طوال العامين الماضيين، وبالتالي من حقه مواصلة مسيرته في هذا المجال. وأكد عتيق أن لا خلاف حاليا بينه وبين رئيس نقابة الكهرباء والماء سيدهاشم سيدسلمان على من يشغل المنصب، مشيرا إلى أن سيدهاشم صرح من قبل بأن عتيق الأولى بشَغْلِه.
وقال عتيق: «سنعمل معا على دعم الحركة العمالية في البحرين عموما والنقابات في القطاع الحكومي خصوصا. قد نشعل منصبي الأمانة بتبادل الأدوار».
أما رئيس نقابة «أسري» فاستحسن عدم الحديث عن أي منصب يفضله، تاركا الأمر للتوافق الجماعي بين الأطراف بأن يتم توزيع المناصب بحسب الكفاءة والقدرة على العطاء في هذا المنصب بدلا من المحاصصة.
العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ