شكوك أحد المواطنين في إحدى دجاجاته قادته إلى سلسلة من التحريات مع بعض أصحاب الخبرة في الدواجن، ليتفقوا على ضرورة الإبلاغ عن اشتباههم في إصابتها بانفلونزا الطيور، فما كان منه إلا أن اتصل بالخط الساخن لإدارة الثروة الحيوانية التابعة لوزارة شئون البلديات والزراعة ليتخذ المعنيون الإجراءات اللازمة ويقطعوا الشك باليقين، إلا أن الهاتف ظل يرن من دون أن يجيب عليه أحد لمرات كثيرة، وهو ما أثار قلق المواطن وعائلته، وجعله في حيرة من أمره.
وفي اتصال مع «الوسط» قال المواطن: «إني أربي مجموعة من الدجاج في منزلي، وقبل فترة لاحظت على إحدى الدجاجات انتفاخا وتورما في عينيها فظننت أنها بسبب الغبار والجو، إلى أن أصيبت العين الثانية للدجاجة بالأعراض ذاتها، ما نجم عن عمى الدجاجة، فخفت أن تكون هذه بداية إصابة بانفلونزا الطيور ولاسيما بعدما قال لي كثيرون إن بداية الانفلونزا تسبقها إصابة العين، فاتصلت بالخط الساخن فلم يرد علي أحد، واتصلت ببعض المسئولين في الوزارة فطلب أحدهم عرض الدجاجة على طبيب بيطري وطلب الآخر الاتصال بالثروة الحيوانية».
واستغرب المواطن من عدم تفعيل الخط الساخن الذي دشن لمواجهة احتمالات دخول انفلونزا الطيور البحرين، وخاصة أن المرض خطير على الدواجن والإنسان على السواء.
من جهته، قال مدير إدارة الثروة الحيوانية سلمان عبدالنبي إن الخط الساخن الذي خصصته إدارته للإبلاغ عن الحالات المشتبه في إصابتها بانفلونزا الطيور لايزال مفعلا ويتحول الخط على أربعة أطباء أخصائيين، وأشار إلى أن الخط لايزال يستقبل المكالمات المتعلقة بالحالات المشتبه فيها ولكن بنسبة أقل من فصل الشتاء، ولفت إلى أن معظم الاتصالات تكون بشأن الحالات المتعلقة بأمراض الصيف التي تصاب بها الدواجن في هذه الفترة من العام.
وعن اتصال المواطن للخط الساخن وعدم الرد عليه من قبل المعنيين أوضح عبدالنبي أنه «ربما اتصل المواطن بالرقم الخطأ»، مضيفا «مادامت الإصابة في دجاجة واحدة فعلى الأرجح أن تكون بسبب التهابات عادية تكثر خلال هذه الفترة، فانفلونزا الطيور لا يصيب دجاجة واحدة من الدجاج، كما ان الوفيات في حالة الإصابة بانفلونزا الطيور تكون في 90 إلى 95 في المئة من مجموع القطيع، وتحدث الوفاة خلال ساعات قليلة من الإصابة»، ولفت إلى أن المعنيين في الإدارة سيقومون بالاتصال بالمواطن وإجراء اللازم.
وأضاف «ربما أصيبت دجاجة المواطن بمرض تنفسي وأعراضها تتشابه مع أعراض انفلونزا الطيور، ولكن عند الإصابة بانفلونزا الطيور فهناك أعراض أخرى بالإضافة إلى التي ذكرتها مثل الوفيات السريعة وازرقاق الداليتين والرأس واحتقان الرأس وتصاب الطيور أو الدواجن بأعراض عصبية تجعلهم يدورون ومن ثم تحدث الوفاة». وبيَن مدير الثروة الحيوانية أن درجة حرارة الجو مرتفعة حاليا، وهو ما يؤدي إلى كمون الفيروس الذي ينشط عادة في الأجواء الباردة في فصل الشتاء، وان موجة الحر تجعل الفيروس ينحسر، وأكد خلو البحرين من انفلونزا الطيور بناء على عمليات الاستقصاء اليومية ومتابعات مختلف الفرق المكلفة بحماية المملكة من دخول انفلونزا الطيور، وقال «نحن مستمرون بأخذ عينات من الدواجن والطيور من جميع المزارع ورصد الطيور المهاجرة، وجميع النتائج سليمة وهذا مطمئن».
ولدى سؤاله عمّا إذا كانت إدارة الثروة الحيوانية منعت استيراد الطيور والدواجن الحية من دول أخرى نتيجة إصابتها بانفلونزا الطيور أجاب عبدالنبي «الحذر حاليا من ثلاث دول، منعنا الاستيراد منها منذ أن أعلن إصابتها بانفلونزا الطيور، وحاليا هناك تركيز أكبر عليها وهي إيران واندونيسيا والهند، وذلك نتيجة تجدد إصابة دواجنها بانفلونزا الطيور، كما وجهنا تحذيرنا للمواطنين والمقيمين لمنع استيراد الدواجن والطيور منها ولم نسجل إلى الفترة الحالية أي طير قادم من إيران والدول المذكورة».
العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ