طالب أهالي المحتجزين الثمانية بإطلاق سراح أبنائهم، خصوصا أنه لا تهم موجهة إليهم، كما إننا نريد أنْ نحس بأن أبناءنا مواطنون بحرينيون من خلال تحرك حكومي جاد لإطلاق سراحهم، بدلا من هذا الصمت المريب وكأنّ أبناءنا جاءوا من كوكب آخر وليسوا أبناء البحرين»، هذا ما أكده أهالي المحتجزين الثمانية: (مجيد عبدالرسول سلمان الغسرة، عباس أحمد إبراهيم، سيدأحمد علوي عبدالله، عيسى عبدالحسن أحمد، محمد حسن علي مرهون، محمد عبدالله المؤمن، إبراهيم مرزم، محمد مهدي) بسبب دخولهم منطقة محظورة في المملكة العربية السعودية منذ التاسع والعشرين من فبراير/شباط الماضي وحتى الآنَ لدى لقائهم «الوسط».
من جهته قال محمد الغسرة شقيق المحتجز مجيد عبدالرسول الغسرة إنّ «زيارة الأهالي لم تلغ وإنا ما يجري هو أنّ وزارة الخارجية تخاطب الجهات السعودية عبر القنوات الرسمية وهذا يأخذ وقتا طويلا»، واستغرب أنّ «الملف الموجود لدى السفارة البحرينية في المملكة العربية السعودية لا يحوي سوى رسالتين من الجهات البحرينية إلى السعودية، والبقية هي قصاصات ورقية مما تكتبه الصحف المحلية عن الموضوع»، مؤكّدا أنّ «المحتجزين الثمانية معتقلون انفراديا منذ أنْ اعتقلتهم السلطات السعودية، ولا ندري لماذا يتم إبقاؤهم حتى الآنَ في السجن مع أنّ أيّ تهمة لم توجه إليهم؟، كما أنّ مسئول جمعية حقوق الإنسان تركي السديري أكّد أنّ الأمر بسيط»، كما بيّن أنّ «الزيارة ليست هدفنا بينما هدفنا هو إطلاق سراح أبنائنا، وفي هذا الجانب اتصلت بنا وزارة الخارجية بعد أنْ ناقش مجلس النواب الأمر ووعدونا بترتيب زيارة لنا قريبة، وأنه سيتم نقلنا جميعا على متن حافلة واحدة وقد مرّ أسبوعان ولا جديد في الأمر ولم تحصل الزيارة، بينما السفير البحريني يستطيع الاتصال بالداخلية ويرتب الأمر»، واستدرك «وإذا لم نعط الزيارة فإننا سنتوجّه إلى السفارة البحرينية في السعودية ولن نتحرك من هناك حتى تتحرك السفارة بجدية من أجل زيارة أبنائنا».
ونوّه الغسرة إلى أنّ «وزارة التربية والتعليم من الوزير وحتى جميع المسئولين لم تعطِ أمر الثمانية أيّ اهتمام، مع أنّ الثمانية يعملون في القطاع التعليمي بالوزارة، وهذا يوضّح جليا أنّ لا اهتمام حكومي بأبنائنا سوى تحركات وزير الدولة للشئون الخارجية نزار البحارنة»، مُناشدا «القيادة العليا للبحرين وعلى رأسها جلالة الملك التدخل لإنهاء معاناة أبنائنا وأسرنا، فمثلا في أسرتنا الوالد متعب خصوصا أنه متقاعد وليس لديه ما يشغله، ومن وقت لآخر يتساءل وهو متأثر جدا ونحن خائفون على صحته من جرّاء ذلك»، واختتم «سيرة الثمانية نظيفة جدا فهم لم يدخلوا مركز شرطة من قبل، وتربطنا بالمملكة العربية السعودية روابط أخوّة وتعاون وهذه الأمور يجب أنْ يكون حلها بسيطا ويجب تشكيل وفد على أعلى مستوى لزيارة السعودية من أجل الثمانية».
علوي:السديري أكّد أنّ موضوعهم سينتهي قريبا
من جانب آخر ذكر سيّد جعفر علوي (شقيق المحتجز سيدأحمد علوي عبدالله) أنّ «رئيس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية تركي بن خالد السديري أخبرني خلال اتصال هاتفي به أنّ الموضوع سينتهي قريبا، وقال لي: إن الموضوع سينتهي قريبا كما أنّ موضوعهم بسيط»، مشيرا إلى أنّ «السديري أكد أنه في حال طالت مدة بقائهم فإننا سنطلب نقلهم إلى المنطقة الشرقية، كما أنه أكد لي بأنه لا تهم موجهة إليهم وإنما هناك بعض النقاط»، وبين أنّ «والدتي متعبة للغاية جرّاء غياب أخي منذ أكثر من شهر ونصف من دون أن تراه، وهي منذ احتجاز أخي وهي لا تنام في غرفتها أبدا كما إنه تبكي صباح كل يوم، هذا فضلا عن معاناة أبنائه»، واستغرب «عدم اتصال أيّ من مسئولي وزارة التربية والتعليم للاطمئنان على المحتجزين على الرغم أنهم ينتمون إليها، وهي لم تكلف نفسها حتى الاتصال على الأقل»!
المؤمن:الحكومة غير موجودة في قضية أبنائنا
إلى ذلك أوضح علي عبدالله المؤمن (شقيق محمد عبدالله المؤمن) إن «إحساسا يتولّد لدينا يوما بعد الآخر أنّ المسئولين لا يتحركون جديا لإطلاق سراح ثمانية مواطنين محتجزين منذ أكثر من شهر، ولو كان ذلك في بلد أوروبي لقامت الدنيا ولم تقعد»، مشيرا إلى أنّ «رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني رفض في وقت سابق تسلّم رسالة الأهالي، فأين الاهتمام؟»، لافتا إلى أنّ «أعصاب الأهالي لم تعد تحتمل أكثر أمام ما يجري من لامبالاة حكومية، إذ إنها غير موجودة في الأمر بل مكتفية بالمراسلات».
ووجّه جعفر بوحسن (صهر المحتجز محمد حسن مرهون) سؤالا إلى السفارة البحرينية في السعودية مفاده «هل عملكم يقتصر على المراسلات وجمع القصاصات التي تكتبها الصحف؟، بينما يبذل السفير جهودا لموضوعات أخرى»، مطالبا «السفير بالعمل نفسه الذي قام به لموضوعات ثانوية وإذا لم يستطع أنْ يؤمّن زيارتهم فعليه أنْ يزورهم ويطمئننا عليهم، ونحن نطالب بإطلاق سراح أبنائنا فلا شيء عليهم»، و اختتم «الاحتجاز حرم محمد حسن من الفرح إذ لم يمضِ على عقد قرآنه حين احتجازه سوى شهر ونصف الشهر، كما أنه يعيل أخته اليتيمة وهي تعيش الآنَ في حالة ضياع بدونه، إلى درجة أنها ترفض مغادرة شقته على أمل رجوعه في أية لحظة».
أما حسين عبدالحسن (شقيق المحتجز عيسى عبدالحسن أحمد) فأبدى تخوّفه على «المحتجزين الثمانية وهم محتجزون انفراديا منذ أكثر من شهر ونصف الشهر»، مؤكّدا أن «الحكومة البحرينية كانت تعلم باحتجازهم منذ البداية إلاّ إنها لم تخبرنا بذلك»، واختتم أنّ «خطيبة عيسى في حالة نفسية متعبة فعقد قرآنهما لم يمضِ عليه شهران حين احتجازه».
العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ