لعل بعضا من أحداث الأمس كان متوقعا بسبب تكراره سنويا وفي هذه الفترة بالذات، وليس المجال هنا لإلقاء اللوم على عدم معالجة القضايا العديدة التي بدأت تتعقد أكثر وأكثر، كما انه ليس المجال هنا لمناقشة ما ورد في بيان جهاز الأمن الوطني.

ولكن يمكن القول ان التعبيرات التي استخدمها بيان جهاز الأمن الوطني - والذي نشرته وكالة أنباء البحرين - أدى الى ابراز خبر البحرين في الفضائيات ووسائل الإعلام الدولية.

لعل الدعوات التي تكررت من مختلف الجهات بضرورة حماية البيئة السياسية من الانزلاق نحو التصعيد لم تجد لها صدى لدى الجميع، وربما كان من الأفضل ان تتعامل الجهات الرسمية بأسلوب مختلف عما شاهدناه. ففي أحداث مدينة حمد (دوار 19) كانت المسارعة الى تطويق الأمر تتم بشكل أفضل، ولكن مساء أمس الأول شهدت قرية الدراز مناوشات وذلك عندما داهمت قوات الأمن احتفالا دينيا لم يكن في الأساس يتناول موضوعا سياسيا. ولربما كان هناك سوء فهم أدى إلى ذلك... ولكن ألا يجدر بنا كدولة ومجتمع ألايحصل مثل هذا الأمر؟ ولاسيما ان الاحتفالات الدينية معروفة لدى جميع البحرينيين ولاتستدعي الشعور بالاستفزاز.

وهكذا كان، فالدراز (مساء أمس الأول) امتلأت بالغازات المسيلة للدموع من دون مبرر. ثم كان مساء أمس، وهو أمر مختلف عما حدث قبل يومين،إذ تفاعلت الدعوات المعتادة لإحياء مناسبة للمعارضة في يوم السابع عشر من ديسمبر، وهو الأمر الذي أثير كثيرا خلال السنوات الماضية وفشلنا (كدولة وكمجتمع) في احتواء الموضوع أو معالجته.

اننا بحاجة الى ان نرفق بالبحرين، والرفق ببلادنا يحتاج الى التعامل بصورة أفضل مع مناسباتنا الوطنية ومع قضايانا بحيث نستطيع ان نفتح قنوات الحوار الفاعلة والتي يمكن من خلالها حلحلة مختلف الملفات.

لعل النداء تكرر من دون استجابة، ولكن لا مانع من تكراره لأن بحريننا عزيزة علينا، ولأننا نستحق جميعا أسلوبا أفضل في تناول قضايانا. ولو نظرنا الى الصورة الأكبر من بلادنا الصغيرة، فان المنطقة بأسرها تعيش «حالة ترقب» بسبب تغييرات في الإدارة الأميركية، وبسبب الأزمة المالية العالمية، وبسبب الاستحقاقات في عدد من دول المنطقة (كالعراق ولبنان) التي تشهد ساحاتها سخونة مستمرة وتؤثر علينا باستمرار.

نعم... نطالب بالرفق بالبحرين من جميع الأطراف في المجتمع وفي الدولة، ونطالب بأسلوب أفضل لمعالجة ملفاتنا العالقة والمؤجلة بحيث نكسب شباب الوطن ونعزز التلاحم المجتمعي في أعيادنا الوطنية