العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ

جواهري: ارتفاع أسعار الأسمدة الصناعية يعزز إيرادات «جيبك»

أرقام: أسعار اليوريا تصعد بشكل صاروخي إلى 500 دولار للطن

توقعت شركة «الخليج لصناعة البتروكيماويات» (جيبك) أن تنمو أرباحها خلال العام الجاري مع ارتفاع أسعار الأسمدة الصناعية إلى مستويات قياسية في الأسواق العالمية.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة عبدالرحمن جواهري: «إن أسعار اليوريا أحد الأسمدة الكيماوية التي تستخدم في الزراعة، ستبقى مرتفعة نتيجة الطلب القوي مع نقص المعروض».

وأضاف «الطلب العالمي ينمو 3 في المئة، وقد يزداد خصوصا مع دخول دول كبيرة غير مستوردة كالهند إلى السوق لتأمين احتياجاتها، ونتوقع أن تستورد الهند في 2008 و2009 نحو 4 ملايين طن من اليوريا، ما يزيد الطلب على المعروض».

وأكد أن الطلب الكبير على اليوريا يتزايد بسبب توجه الكثير من الدول الصناعية كالولايات المتحدة الأميركية إلى تحويل المحاصيل الزراعية كالذرة والسكر وفول الصويا إلى وقود حيوي (الإيثانول)، وبالتالي فإن هذه الدول تحتاج إلى كميات كبيرة من الأسمدة الصناعية لزراعة هذه المحاصيل.

وتوقع أن تزداد إيرادات «جيبك» التي تدير مصانع في جزيرة سترة تبلغ طاقتها الإنتاجية 1700 طن من حبيبات اليوريا يوميّا، و1200 طن من الأمونيا، و1200 طن من الميثانول. مشيرا إلى أن «جيبك» ستستفيد من نمو الأسعار لمنتجات اليوريا والميثانول والأمونيا، وستحقق مكاسب كبيرة من جراء هذا النمو ستتوج به أرباحها الصافية.

وأكد أن صناعة اليوريا والأمونيا مربحة، مستدلا بنمو أرباح شركة «جيبك» العام الماضي إلى 201 مليون دولار من 162 مليون دولار في 2006.

ويؤدي ارتفاع أسعار البتروكيماويات في الأسواق الدولية إلى تعزيز إيرادات شركات البتروكيماويات البحرينية التي تصدر الميثانول واليوريا والأمونيا التي يتم استخدامها أسمدة كيماوية تستخدم في الزراعة، ومادة الإيثانول التي تستخدم وقودا وفقا لبيانات عالمية ترصد تحركات الأسعار. وقالت شركة «أرقام بزنس إنفو» التي تصدر تقريرا متخصصا عن أسعار البتروكيماويات يوم أمس إن أسعار اليوريا صعدت في الأسواق العالمية بشكل صاروخي مسجلة أعلى ارتفاع خلال أسبوع واحد في جميع مناطق التصدير العالمية، وذلك بعد أن أعلنت الصين رسميّا أنها سترفع الضرائب المفروضة على مصدري اليوريا الصينيين إلى 135 في المئة بدءا من اليوم (الأحد). وأشارت «أرقام» في تقرير لها إلى أن المتعاملين والتجار والمستهلكين هرعوا لشراء الشحنات المتوافرة في الأسواق تحسبا لمزيد من الارتفاع في أسعار اليوريا خلال الأشهر المقبلة.

وأكدت أن أسعار المادة في مناطق التصدير الرئيسية في الخليج العربي والبحر الأسود خلال الأسبوع الحالي سجلت مستويات وصلت إلى 500 دولار للطن بزيادة تصل إلى أكثر من 100 دولار مقارنة بالأسعار قبل 10 أيام. ونقلت «أرقام» عن مصادر في الصناعة أن «بعض المصدرين في البحر الأسود نجحوا في بيع شحنات بسعر 510 دولارات للطن في حين امتنع الكثير من المصدرين عن بيع الكميات المتوافرة لديهم مع توقعات بأسعار أعلى خلال الأسابيع المقبلة، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن «المصرية للأسمدة» باعت شحنة إلى شرق أفريقيا بسعر 550 دولارا للطن (تسليم السفينة) وهو أعلى سعر يتم تسجيله على الإطلاق».

ويقول مراقبون إن الأسعار ستشهد المزيد من الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة وخصوصا مع انتظار ورود طلبات قوية من الباكستان والهند ودول آسيوية أخرى خلال الشهرين المقبلين وهي الدول التي كانت تلبي جزءا من احتياجاتها من الصين سابقا، بحسب ما أوردته «أرقام».

ويعني قرار الصين أن الصادرات الصينية ستتوقف عمليّا بدءا من اليوم (الأحد)، وتعتمد مناطق عدة في جنوب وجنوب شرق آسيا وشرق آسيا على اليوريا الصينية لتلبية احتياجاتها منذ أن أصبحت الصين بلدا مصدرا لليوريا في العام 2002، ومن شأن مثل هذا القرار أن ينعش المبيعات ويرفع الأسعار من مناطق التصدير الرئيسية الأخرى وخصوصا في الخليج العربي والبحر الأسود.

ويقدر مراقبون أن الصادرات الصينية من اليوريا بلغت 5 ملايين طن خلال العام الماضي، فيما قامت الصين بتصدير نحو 1,7 مليون طن من اليوريا خلال الشهرين الأولين من هذا العام، وعلى ذلك فإنه من المتوقع أن تشهد مناطق عدة في آسيا شحّا في المعروض من المادة خلال الأشهر المقبلة على خلفية القرار الصيني، بحسب ما أوردته «أرقام».

وكانت أسعار اليوريا سجلت مستويات تاريخية خلال النصف الثاني من العام 2007 والأشهر الأولى من العام 2008 إذ تراوحت الأسعار بين 350 دولارا و400 دولار للطن جراء الطلب القوي المدعوم بارتفاع أسعار الحبوب ومعظم المواد الغذائية نظرا إلى زيادة المساحات المزروعة حول العالم، كما استفادت اليوريا من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، المادة اللقيم لإنتاج اليوريا، في مناطق متعددة حول العالم.

ويأتي قرار الصين هذا في محاولة من الحكومة الصينية لتوفير المزيد من الأسمدة اللازمة لزيادة المساحات المزروعة لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الغذاء وخصوصا بعد ارتفاع أسعار الحبوب والكثير من المواد الغذائية الأساسية الأخرى إلى مستويات قياسية في الأسواق العالمية. يشار إلى أن «سافكو» السعودية، التابعة إلى «سابك» و»قافكو» القطرية، التابعة إلى «صناعات قطر» يعدان أكبر منتجين لليوريا في العالم، وكانت الشركتان حققتا أعلى أرباح فصلية في تاريخهما في الربعين الماضيين على خلفية الأسعار المرتفعة وينتظر أن تحققا المزيد من الارتفاع في الأرباح مع استمرار صعود أسعار اليوريا.

العدد 2053 - السبت 19 أبريل 2008م الموافق 12 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً