العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ

«تماثيل» تظهر في الصحف كل يوم!

اسامة الليث sport [at] alwasatnews.com

رياضة

توصل أحد قراء الملاحق الرياضية إلى نسبة تقريبية للصور الشخصية التي تنشر في هذه الملاحق وإن كانت هذه النسبة متفاوتة إلا أن نسبة التفاوت كانت قليلة على حد قوله إنها وصلت إلى 50 في المئة من نسبة الصور في كل ملحق رياضي (تقريبا) و50 في المئة منها صور مختلفة أي لقطات رياضية وأخرى، ولم يقصد هذا القارئ بأن يشير إلى الملاحق أو الصحف نفسها، لأن هذه المواضيع التي تحتوي على الصور الشخصية هي نفسها في كل صحيفة، أي أن هذه المواضيع مرسلة من قبل جهات رسمية كالمؤسسة العامة للشباب والرياضة أو الاتحادات الرياضية أو الأندية أو لجان إعلامية لبطولات ما. ولو رجعنا إلى مقارنة هذه النسبة ليوم واحد على الأقل لوجدناها قد تكون صحيحة، ونجد أن غالبية المواضيع المرسلة مع هذه الصور الشخصية ليس لصاحب الصورة فيها دخل. مثال على ذلك موضوع يتكلم عن بطولة ما في إحدى الألعاب الرياضية، أرفق مع هذا الموضوع صورة شخصية لرئيس الاتحاد أو أحد أعضاء مجلس إدارته وكذلك الأندية، والموضوع بعيد كل البعد عن الصورة، ولو سألت هذا الرئيس أو ذاك العضو فإنه لا يدري أصلا عن هذا النشاط ولم يصرح به حتى، لكنه طلب من الجهة المرسلة أو بالأحرى أمرهم بأن يتم إرفاق صورته لأنه هو المسئول، ويريد إظهار نفسه في الصحف وهو لم يفعل شيئا، بعكس أن ترفق صورة لنشاط هذه الجهة ليتعرف القارئ ويتأكد أن هذا النادي أو الاتحاد لديه نشاط، لكن حب الذات يطغى على هذه المعاني التي تعاني منها الرياضة البحرينية عموما.

إنها سياسة يتبعها أحد الأندية الذي (كان) واجبه مغايرا لواقعه، إذ إن 99 في المئة من أعضائه ليست لهم صلة بالإعلام، ولا صلة بالرياضة أصلا، وهم المسيطرون عليه من الألف إلى الياء، وأنشطته مع احترامي للجميع في الحقيقة والواقع (تافهة) إلى درجة كبيرة وليست هي المرجوة، في الوقت نفسه يحرص مجلس إدارة هذا النادي على أن يرسل صورة الرئيس في كل خبر يخرج منه سواء كان له تصريح أو لم يكن.

هذه السياسة بدأ يتبعها «رجال العساكر»، خلال الأسبوع الماضي فقط لو رجعنا إلى الملاحق الرياضية كان هناك عدد من الأخبار المتعلقة بالرياضة العسكرية، وبعد أن فتح المجال لهؤلاء في الصحافة، في كل يوم يُرسل فيه خبر عن بطولة عسكرية أو أي نشاط للعسكريين ترفق صورة الضابط الفلاني والرائد الفلاني، وبتوجيهات من المقدم الفلاني وتوجيهات من العقيد الفلاني ورتب لا تعد ولا تحصى، لكن الأهم هو وجود هذه الصور التي أصبحت لافتة للنظر وتثير الاستياء في الوقت نفسه، وأوجه سؤالا للجهات المعنية بهذا الموضوع والتماثيل التي تطل علينا عبر صفحات الصحف في كل يوم: لماذا لا ترفقوا صورا للنشاط الذي يتكلم عنه الموضوع أو الخبر، ولماذا تحرصون على أن تظهر صوركم مع هذه الأخبار؟

أحد الزملاء اقترح بأن ينصبوا تماثيل تذكارية لهم في الجهات التي ينتمون لها، إذ إنهم يكونون في قمة السعادة عندما يرون صورهم في الصحف، وهي فرصة لإثبات انفسهم والتقرب ممن هم أعلى منهم، لكنهم يجب أن يعرفوا أنهم هضموا حقَّ مَنْ يستحق وهم الأبطال وأصحاب الإنجازات، الذين أصبحوا مجهولي الهوية ولا يعرفون بقدر ما يعرف هؤلاء ويتمتعون بشهرة أكبر من صاحب الإنجاز!

هذا ما نشاهده في مجال الرياضة الأهلية وبشكل شبه يومي في بعض الأحيان عندما يحقق أحد الرياضيين إنجازا سواء في محفل دولي أو في البحرين، لا ترفق صورة اللاعب بل ترفق صورة لرئيس الاتحاد أو رئيس النادي أو أحد أعضاء مجلس إدارته وينسب النجاح له وليس لصاحبه!

إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"

العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً