العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ

طبقة المسئولين الجدد (طمج)

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تماما كما هي الحروب التي استعرت في منطقتنا الخليجية، فقد كانت هناك طائرات أميركية تحلق عاليا، لايراها أحد، وكانت ترمي ما لديها من قذائف حارقة وفتاكة، ثم تعود من حيث أتت... الطائرات الشبحية تفعل فعلتها المدمرة، بسرعة ومن دون ان يتمكن المتضررون من رؤيتها. ولدينا أيضا نشأت منذ العام 2005 طبقة المسئولين الجدد، وسأختصر تسميتهم بـ «طمج»، وهي كلمة من دون معنى، تماما كما ان هذه المجموعة ليس لها معنى من الأساس، ولكنها صعدت بسرعة الى مواقع عليا مهمة وتمركزت في عدد من مفاصل الدولة، ولم تعد تسير الحياة في عدد من المجالات الحيوية الا من خلالها.

هذه المجموعة جاءت على خلفية ماحدث بعد غزو الأميركان للعراق في 2003. فبعد الغزو بعام واحد (في 2004) بدأت الادارة الاميركية تتحدث عن شرق اوسط جديد تحكمه الانتخابات الديمقراطية وارادة الشعوب. وفي مطلع 2005 كانت هناك «بشائر» للديمقراطية الاميركية الجديدة في افغانستان وفلسطين والعراق، التي شهدت كل واحد منها انتخابات كانت الأولى من نوعها.

وعليه، توتر البعض، وتحرك على وجه السرعة لترتيب الامور بمبادرات هنا وهناك... وسرعان ما نشأت مجموعة «طمج» من تحالفات بين بعض من يمتلكون النفوذ وآخرين ينتمون الى اتجاهات دينية، ولذلك إن تحالف «طمج» تشكل من عناصر «يمينية» و«دينية» تنزع نحو التطرف والاقصاء، ولدى أفراد المجموعة من الحماس الشبابي والتعطش للامساك بزمام الامور ما أهلها للصعود بقوة نفوذها وامكاناتها الى الاعلى بسرعة وبصورة شبحية ومخيفة.

مجموعة «طمج» لاتشعر بأن عليها ان توفي بأي التزامات تتعلق بما حدث من إصلاحات في العام 2001، فهي غير معنية بها، وهي كانت خارج الموضوع إما لصغر سنها او حداثة عهدها باللعبة السياسية، أو أن الظرف لم يكن ملائما لدورها الشرس. ولكن في العام 2005 لم يكن هناك وقت لتخسره وهي تسمع عن انتخابات واستحقاقات وشعارات تصدر عن الادارة الاميركية، وكذلك كانت هذه المجموعة ترصد تحول جماعات المعارضة البحرينية التي قاطعت انتخابات 2002 نحو المشاركة في انتخابات 2006... ولذلك ليس هناك وقت لكي تخسره امام كل هذه التطورات المتلاحقة والسريعة، والأفضل ان تباشر بكل مالديها من علاقات وامكانات لتفعل ماتشاء... وكان ما كان.

مجموعة «طمج» اضرت كثيرا بمشروع جلالة الملك الاصلاحي، لانها وفرت المادة التي اعتمدت عليها الجهات المشككة بالمشروع، ولانها خلقت توجسا وخوفا لدى الذين تحمسوا للمشروع الاصلاحي وهم يشاهدون امورا غريبة تجري امام أعينهم من دون ان يتمكنوا من فعل أي شيء للحد من انتشار نفوذ هذه المجموعة التي تميزت بالاقصائية الشديدة والمعادية للاصلاح.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً