أصدر العلماء المشاركون في الاجتماع التأسيسي لجمعية رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي بيانا ختاميا، أكدوا فيه أن من الأهداف والوسائل الأولية التي ستعمل الرابطة على تحقيقها في حدود القوانين المعمول بها في مملكة البحرين إيجاد التقارب بين علماء الشريعة في الساحة الخليجية والعمل على توحيد الآرآء الفقهية والفكرية فيما بينهم حول القضايا الكبرى، وتجميع قوى الأمة كلها على اختلاف مذاهبها واتجاهاتها والعمل على تحقيق مبدأ الحوار العلمي الهادف سعيا إلى تضييق الافتراق وتوسيع نقاط الاتفاق والتركيز على القواسم المشتركة.
وأشار البيان - الموقع بأسماء أعضاء مجلس إدارة الجمعية المنتخب؛ المشايخ عجيل النشمي، عبداللطيف آل محمود، محمد الصديق، عبداللطيف الشيخ، محمد النقبي، أنور شعيب، ناظم المسباح، فريد محمد هادي، خالد السعد - إلى أن من ضمن الأهداف التي ستعتمدها الرابطة «النظر في القضايا المستجدة ووضع الحلول المناسبة لها في ضوء أحكام الشريعة ومقاصدها، وإصدار البحوث والدراسات الشرعية التي تعالج الأمور المستجدة على الساحة الخليجية بما يحقق مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وتفقيه المسلمين بدينهم وتوعيتهم بالإسلام الصحيح في شموله ووسطيته ويسره وسماحته من الغلو والتطرف، والاهتمام بقضايا المسلمين العامة وتنبيههم إلى الأخطار التي تهدد هويتهم العقدية والثقافية وتعمل على تمزيق روابطهم وإبعادهم عن الإسلام الذي يجمع بينهم، والتبصير بالأوضاع المستجدة والأحوال المتطورة بدول الخليج بتوجيه المسلمين إلى الآرآء الناضجة والحلول الناجعة من خلال أحكام الشريعة وقواعدها، وتوثيق الصلات بين دول وشعوب المنطقة بما يحقق الوحدة الخليجية المنشودة، وتوثيق الصلات مع الجهات والمؤسسات العلمية المماثلة».
وأكد البيان أن التواصل مع علماء الشريعة في العالم العربي والإسلامي سيكون ضمن أولويات الجمعية، وكذلك المساهمة في دعم المؤسسات الاجتماعية بالتنسيق مع الجهات المختصة، والاهتمام بالشئون الأسرية والاجتماعية، والسعي لتفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي، والمساعدة في دعم دور المرأة في الأسرة والمجتمع.
وتسعى الجمعية، بحسب البيان، لتحقيق أهدافها في حدود القوانين المعمول بها في مملكة البحرين عبر «تشكيل لجان متخصصة ذات مهمات دائمة أو مؤقتة ويعهد إليها القيام بالأعمال التي تساعد على تحقيق أغراض الجمعية، والاعتماد على المراجع الفقهية الموثوق بها وخصوصا تلك التي تستند إلى الأدلة المعتمدة، والاستفادة من الفتاوى والبحوث الصادرة عن المجامع الفقهية والمؤسسات العلمية الأخرى، والتعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية والخيرية العاملة على تحقيق الأهداف التي ترمي إليها الجمعية، والحوار مع التيارات والمذاهب الفكرية المتعددة، وتمثيل الجمعية في المجالات العامة (الشرعية والعلمية والثقافية والاجتماعية) الخليجية والعالمية، وإقامة الدورات الشرعية لتأهيل العلماء والدعاة، وإصدار النشرات الدورية حول القضايا الإسلامية وذلك بعد الحصول على ترخيص بذلك من الجهات المختصة، وعقد المؤتمرات والندوات العلمية وذلك بعد أخذ موافقة وزارة التنمية الاجتماعية».
وتقوم الجمعية بالأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية والتوعوية والعلمية والخيرية. وبدورهم أكد العلماء الأعضاء أن الرابطة بأهدافها وأساليب عملها السابقة «ليست بديلا ولا تكرارا، ولا هي مضادة لأي تجمع علمي فقهي من المجامع الفقهية أوالجمعيات أو الاتحادات ذات الغرض المشترك، وإنما هي تكميل وتكامل مع نظائرها من المجامع الفقهية وغيرها، ولها خصوصية إضافية متميزة ولها أولوية في أهدافها، وهي العمل على إيجاد التقارب بين علماء الشريعة ابتداء على مستوى دول مجلس التعاون وانتهاء بمد الجسور العلمية والفقهية والدعوية مع سائر المجامع وفقهاء البلاد الإسلامية قاطبة، ولا يعني هذا أن الرابطة ذات اهتمامات أو عناية قاصرة، بل هي عامة، ولكن أولوياتها إنما تبدأ من دول مجلس التعاون مراعية حدود صلاحياتها وأهدافها المقرة وفق نظم دولة المقر الرئيسي مملكة البحرين».
العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ