أكد خطيب مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول الشيخ علي سلمان في حديث الجمعة أمس أن جمعية الوفاق الوطني الإسلامية «ليست معصومة ولا نطالب بعدم نقدها، ومن الممكن أن تخطأ، وإن أخطأنا فمن أنفسنا ونستغفر الله ونعتذر لكل من أخطأنا في حقه مقدار ذرة، ليعلم هو ويعلم غيره بأن ليس في ضمير الوفاق إلا العمل من أجل خدمة أبناء هذا الوطن كافة، من يؤمن بأهدافها ومن لا يؤمن، ليس هناك ذرة لكره أو حقد أو بغض أو رغبة في الانتقام أبدا لا للبعيد فضلا عن القريب، وهذه خلق نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا فيها وأن نتمسك بها». مشيرا بذلك إلى ازدياد وتيرة نقد «الوفاق» على مدى سنوات وأشهر، وخصوصا «منذ حدوث الانشقاق» على حد قوله.
وأضاف سلمان «ينتج من هذه الظاهرة المفرطة التي تجانب الحقيقة في الكثير منها في غالبها توهين للوفاق وأعضاء الوفاق ولمظلة الوفاق ومرجعية الوفاق، توهين مع شديد الأسف يصل إلى حد تجريح الصبية ليس للنقد وإنما للشتيمة ولغيرها، هذا الواقع الذي يمكن أن يلمسه أي إنسان جراء هذا النقد الذي يتجاوز الواقعية وحدود الواقع، ليشوه الوفاق كمؤسسة ويؤدي إلى إضعاف الوفاق ويحط من جهودها وثمرة عملها والكثير من النتائج». مستطردا «تجمعنا بعض المجالس مع بعض الإخوة الذين يسمعون مثل هذا الكلام (مجالس خاصة) فنوضح الصورة، ونقول كذا وكذا وكذا، وفي هذه المجالس يكاد يكون كل من يحضرها يقتنع بعد التوضيح برأي الوفاق وبموقفها، وإذا كان من أبعد وأقصى الناس. إذا حضرت في مجلس في أقصى رؤية على الأقل هناك 90 في المئة يخرجون برؤية تفهم الوفاق وترضى عنها». وفيما يتعلق بتجاهل الجمعية للكثير من النقد وعدم الرد، قال: «لا نتكلم لأن من ينتقد أحيانا ويجانب الواقع هو من لحمي ومن دمي، فأين أضع سهمي... أين؟ في لحمي ودمي؟، لا أستطيع، لا أستطيع. أسهل على نفسي أن أؤكل من أن أمُس أحدا، لأن قلوبنا تمتلئ بالمحبة لهم ولا تستطيع أن تؤذي من تحب، ولأن هذه الساحة لا تحتمل المزيد من التشوش، ولأن كلامي حتى في توضيح الحقائق سيؤلم قلوبا لا أرغب في إيلامها، ولأننا في كل يوم نأمل أن نجد الطريق للتواصل الذي يمنع مثل هذه الحالة، لذلك لا نتكلم، ونسأل الله تعالى بأن لا نستطيع أن نتكلم ونترك الأمر إلى الله سبحانه وتعالى».
وفي سياق الاعتقالات الأخيرة وأوضاع المعتقلين قال سلمان إن «جميع المعتقلين في نظر الوفاق هم أبرياء حتى يثبت غير ذلك، عبر تحقيق لا يخضعهم إلى الإكراه بأية صورة من صور الإكراه فضلا عن التعذيب، فأي إكراه أو أي تعذيب يبطل كل الاعترافات وكل الإدانات، ثم ينتقلون بعد التحقيق إلى محكمة عادلة تتوافر فيها كل شروط المحاكمة العادلة ويتوافر لهم الدفاع القادر على الدفاع عنهم. قبل هذه النقطة الجميع في نظر الوفاق أبرياء ونتعاطى معهم على هذا الأساس».
واضاف «في الوفاق سعينا وعملنا على الإفراج عن كل المعتقلين لأنهم في نظرنا أبرياء، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى أكثر من 30 معتقلا من ديسمبر/ كانون الأول إلى الآن ساهمت الوفاق في إطلاق سراحهم، إذن خففت العبارة وقلت (ساهمت)، إذا ما كانت الوفاق هي صاحبة النصيب المطلق في ذلك، ساهمت الوفاق في الإفراج عنهم، وإلى قبل الأحداث الأخيرة كانت الوفاق على وشك الإفراج عن كل المعتقلين». مردفا «وهذا ما سنستمر فيه، محاولة العمل للإفراج عن هؤلاء الأحبة، بهدف ألا يكون هناك معتقل في هذا البلد، بهدف أن يعود هؤلاء الأحبة إلى بيوتهم وأعمالهم ومدارسهم، وبهدف أن يعطى هذا البلد فرصة الحركة في أمن واستقرار لمطالب الإصلاح السياسي ومطالب الإصلاح الاقتصادي والتنمية».
العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ