قال خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ عيسى قاسم في حديث الجمعة أمس: «إن من أهرق قطرة دم بغير حق كان خصما لله، ولا يرخص الدم في الإسلام، وقد أهرق دم كثير بين أبناء هذا البلد، بين رصاص غادر أو غازات خانقة وهذه الدماء كلها معلقة في رقبة الحكومة». وأضاف» دم الشرطي المقتول أخيرا دم محترم كغيره من دماء كثيرة سبقته، ولكنه ليس أعز منها، والدماء الحرام لا تتقادم، فدماء الانتفاضة مر عليها زمن، ولا يسقط طول الزمان كرامتها وحرمتها ولا يذهب بحق المطالبة بالقصاص ممن سفكها، والتحقيق الحق المحايد في كل دم حرام حق واجب، كان هدره اليوم أو مضت عليه سنون، والتحقيق الحق لا يقوم على التعذيب وأية عقوبة كان منشؤها هذه الأساليب ظلم وجريمة تستحق العقاب».
وأوضح قاسم «كانت هناك ممارسات من قبل بعض رجال الشرطة في بعض المظاهرات وغرف التعذيب لابد أن يحاسبوا عليها، وحادثة القتل الأخيرة هي إحدى الحوادث التي تحتاج إلى تحقيق محايد، خصوصا أن قول ولي أمر المقتول ناقض قول الوزارة في طريقة موت القتيل كما نشرت الصحافة».
ونوه «الحق ألا يضيع دم محترم، وألا يفرق بين دم وآخر مما عصم الله سبحانه، وألا ينال من أحد بالظن والتهمة وتحت طائلة الإكراه وفنون التعذيب، والحق أن التعذيب للإثبات من أقبح الجرائم وأظلم الظلم... ولنحذر من الظلم لأن الظلم قتال للشعوب والأمم ما لم يكن بحق».
وانتقل قاسم إلى ما عنونه بـ «بلغ السيل الزبا»، بقوله: «طفح الكيل واهترأت الأخلاق وأنذرت الأوضاع بكل شؤم وسوء، وليس ببعيد مما حدث لثلاثة من علماء الدين من إهانة غير مبررة على يد رجال الداخلية في الشارع العام، وما كان من اعتداء على الشيخ عبدالأمير الحوري وعائلته فكان السب والشتم، ثم يعود الأمر وبصورة بالغة المهانة وذلك بأن شابة مؤمنة تستوقف سيارتها عند السنابس لتضرب وتدمى وتركل، وذلك في وضح النهار بلا ضمير ولا احترام للمواطن، ولا شيء يبرر الحادث وليست المعنية مطلوبة في قضية، ولو كان فهو غير مبرر، والأجواء هادئة وليست أجواء مظاهرات ولو كان فهو غير مبرر، فهل تحولت البلاد إلى غاب، وكما أننا نطالب المواطنين بالالتزام بالقوانين فإن على الجميع الالتزام بها».
إسلام بلا مذاهب
وعرج قاسم على ما أسماه «إسلام بلا مذاهب» موضحا «قرأت لكاتب سعودي دعوة إلى إسلام بلا مذاهب، والقول عنده يقسم هذا العنوان إلى قسمين؛ إسلام بلا مذاهب أي بلا نسبة إلى المذهب وإن كان يبقي على المذهبية، فما هو معني بهذا العنوان إذا سأل الشخص عن انتمائه الديني قال أنا مسلم من غير أن يضيف أنه حنبلي أو شافعي أو جعفري، وكأن هذا الشأن شأن التقليد عند الإمامية في الوقت الحاضر لأنهم ينقسمون في التقليد وينتسبون إلى مذهب الإمام جعفر الصادق (ع)».
وأضاف «إذا كان هذا الرأي مذهبية بلا عصبية تلغي حق الآخر في التمذهب وتبقي على حق الإنسان المسلم فهو دعوة حق، ولكن إذا كان إلغاء النسبة إلى المذاهب ليس لحفظ الحقوق وليس لدفع العصبيات وإلغائها وإنما لتضييع الحقوق أو يتخذ من ذلك مقدمة لرفع اليد عن الإسلام وعن أحذ الرأي العبادي من مصادره ومراجعه الموثوقة فهذا الرأي يلتقي مع التفسير الآخر لقولة إسلام بلا مذاهب».
العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ