العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ

المبارك: الطائفيّة تتولّد نتاج رغبة متعاظمة في الاعتداد بالذات

الوسط - محرر الشئون المحلية 

18 أبريل 2008

تحدث خطيب جامع الإمام المنتظر بدار كليب الشيخ حميد المبارك في خطبته أمس (الجمعة) عن موضوع الطائفية، وذكر المبارك أن «الطائفية تتولد نتيجة رغبة متعاظمة في الاعتداد بالذات»، وأوضح أن «العمل في قبالها جهاد يتقوم بركنين أساسيين، الركن الأول هو الإرادة المتصلة والعزم الأكيد والركن الثاني هو الوعي، ولا أقصد بالوعي هنا وعي خطورة الطائفية بمعنى الفتنة والشد الطائفي، فذلك أمر لا يختلف فيه اثنان، ولكنني أقصد بالوعي وعي التعامل الصحيح مع الطائفية، فالتمايز المذهبي الحاد هو نتيجة لاكتساب تاريخي يتحول إلى هويات من غير الممكن تفكيكها بالتعامل المباشر، وذلك لأنه لا عقل في قبال الهوية، بل إن الهوية هي أداة العقل العام، فكيف يمكن تفكيكها أو التقليل من شأنها عن طريق العقل».

وأضاف «الوعي الصحيح في نظري للتعامل مع الطائفية هو فهم أن الهوية يتعاظم خطرها عندما تكون فاعلة لوحدها، نظير هوية النسب عندما يراد لها أن تلغي سائر الهويات فإنها تكون خطرا، ولكنها تكون شيئا إيجابيا عندما تنسجم وتتناغم مع الهويات الأخرى، فالدين والمذهب هي مساحات مهمة في تحديد هوية الإنسان، ولكنها تصبح شيئا خطرا عندما يُراد لها أن تعمل بعيدا عن الهويات الأخرى، كهوية الوطن بشكل خاص وهوية الإنسان بشكل عام، ولكن الدين والمذهب يصبحان إيجابيين جدا عندما نجعلهما متناغمين ومنسجمين مع الوطن ومع الإنسان، فهذا نظير الكواكب السماوية التي يملك كل واحد منها فلكا خاصا به مختلف مع الكواكب الأخرى ولكنها جميعا تدور وفق نظام واحد، فلا تصطدم ببعضها بعضا، بل كل في فلك يسبحون، ضمن نظام منسجم ومتناغم، وهذا في نظري هو التحدي الأكبر لمنظري الأديان والمذاهب أن يفسروا الدين والمذهب بما لا يتصادم مع اقتضاءات المواطنة واقتضاءات الإنسانية، فلا نجعل من الدين والمذهب عامل قطيعة مع الوطن والإنسان، بل نجعل منهما هوية تعمل جنبا إلى جنب مع الهويات الأخرى».

وبين المبارك أن «وعي المواءمة يستند بين الدين أو المذهب وبين الوطن والإنسان إلى قضية النظام التي أكدت عليها الأديان أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم، فمن الواضح أن النظم تختلف اقتضاءاتها وتطبيقاتها بحسب الأحوال والأزمان، فالنظم المعاصرة تقوم على أساس وجود منظمات عالمية وإنسانية من الخطورة القطيعة معها، وكذلك فالنظم المعاصرة تقوم على أساس المواطنة التي لو حاول المجتمع أن يقفز عليها لوقعت كارثة، ولاختل النظام وأصبحت الأمور فوضى، فالنظام الذي هو محل اعتناء الأديان منذ القدم يقتضي في عالمنا المعاصر أن نهتم بجميع هذه المساحات، الدين والوطن والإنسان. وأن نجعلها تسير جنبا إلى جنب، متوافقة وليست متصادمة».

العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً