من خلقت والى الآنَ ما أن أدخل بيت الوالد (حفظه الله) ,وإلاّ الأخبار تصدح بصوتها العالي من التلفزيون ... وما أنْ ركبت معه في سياراته المتعاقبة من( 180 B ) الى المستوبيشي الاخيرة من أيام الابتدائية وحتى الآن وإلا الاذاعة مثبتة على محطة البحرين( وكأن ما في هالبلد إلا هالولد) وصار يفتح الإذاعة على وقت الاخبار وكفى.
في الاسبوع الماضي عندما هممت بالدخول كعادتي الى البيت وكانت الساعة الثامنة، وإلا بصوت التلفزيون يصدح كعادته في نشرات الأخبار الكثيرة جدا بين «استقبل» «وودع» وبين «غادر» و»وصل»، وبين «التشاور بين البلدان فيما يهم الطرفين» ... هي هي العبارات نفسها وكأنها كليشات أو هي بالفعل على ما أظن ... كليشات (وستاندرد فورمات) لربما تُملئ وتُقرأ على المستمعين والمشاهدين ... وما استفقدته مع بزوغ اسم العراق وإيران مرة أخرى في أخبار هذه الأيام هي العبارات القديمة مثل: عبارة «ورجعت الى قواعدها سالمة» تذكرونها؟
إن ما تغيّر في هذه السنوات الطويلة الى الآنَ هو وجه المذيعين والمذيعات فقط ... رغم تشابه الكثيرات منهنّ وهنّ عادة وكما عوّدنا تلفزيون البحرين من أن نرى أسرة بأكملها تعمل في هذا الجهاز!
أسماء عوائل واحدة تتكرر بشكل لافت للنظر وكأنها ورث تم توزيعه، موزّعة في أقسام هذه الوزارة/ الهيئة ... تطبّق «تلفزيون العائلة الواحدة» بطريقتها الخاصة لربما.
جهاز روتيني لا يُمارس الاعلام بحرفنة وكصنعة، بقدر ما يُمارس دور العلاقات العامّة للحكومة ... محطات مُبتدئة لا تملك ربع الموازنة التي تُصرف له قد طافت تلفزيون البحرين بأميال وأميال .
كما رأينا ... كم وزير تعاقب على هذه الوزارة ... وبحسب علمي كم خبير وخبير دخل وخرج من هذه الوزارة ولم يكتشف سر التخلّف الذي يعيشه تلفزيون البحرين!
فالحل من وجهة نظري وبحسب مقربين جدا من الوزارة أن تُنفض الوزارة نفضة قوية تنثر من خلالها غبار تخلف البيروقراطية والروتين، ناهيك عن تماثيل اليأس ومُحاربي الإبداع !
العدد 2052 - الجمعة 18 أبريل 2008م الموافق 11 ربيع الثاني 1429هـ